كتب عيسى يحيى في صحيفة نداء الوطن:
أصيبت بعلبك بعدوى التحرّكات المطلبية التي انطلقت الأربعاء في مختلف المناطق اللبنانية، وعادت ساحة المطران رمز الثورة البعلبكية لتشهد تحرّكاً خجولاً ظهر أمس، إحتجاجاً على أوضاع البقاعيين المعيشية، وأعاد المتظاهرون رفع الشعارات والمطالب التي نادى بها الثوار منذ اليوم الأول.
فقد نفّذ عدد من الشبان والشابات عند الواحدة من ظهر الأربعاء إعتصاماً وسط ساحة الشاعر خليل مطران، بالقرب من قلعة بعلبك الأثرية على وقع الأغاني الوطنية والثورية، وقطعوا الطرقات المؤدّية إليها لبعض الوقت، رافعين شعارات مطلبية تحاكي الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الناس، ومطالبين بكشف مصير التحقيقات حول تفجير مرفأ بيروت، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث نفّذ عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إنتشاراً في محيط الساحة وعلى مداخلها.
أمنياً، لا تزال الأوضاع على فلتانها لجهة عمليات السلب والتشليح بقوّة السلاح على الطريق الدولية، حيث تواصل عصابات السلب إعتماد أساليب مبتكرة عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي، فتعرض سيارات بأسعار وهمية ورخيصة للإيقاع بضحاياها أو أثاث منزل وغيره، وفيما لم يمض أسبوع على تعرّض أحد الأشخاص من آل داغر وزوجته لعملية تشليح 150 مليون ليرة في سهل بلدة النبي شيت، بعدما إستدرجهما شخصان من آل شكر بحجّة بيع سيارتين وقطعتي سلاح من نوع كلاشنيكوف، قضى اليوم المواطن جهاد الويزاني (46 عاماً) من بلدة شقرا الجنوبية، وأصيب ابنه حسن، على يد عصابة مسلّحة لدى محاولة “تشليحهما” على مفرق بلدة النبي شيت.
وفي التفاصيل كما رواها مصدر أمني لـ”نداء الوطن” أنّ مجهولين يستقلّون سيارة “كيا ـ بيكانتو” إستدرجوا الضحية جهاد الذي رافقه ولداه حسن ورامي، بحجّة بيعه سيارة عن طريق التطبيق الإلكتروني olx، ولدى وصولهم إلى المكان المتّفق عليه عند مفرق بلدة النبي شيت، إعترض طريقهم مسلّحون داخل سيارة الكيا وشهروا اسلحتهم في محاولة لتشليحهم، ما دفع بالويزاني إلى الفرار، فبدأ أفراد العصابة بإطلاق النار من اسلحة رشاشة عليهم فأصيب الوالد بطلق ناري في الظهر فارق على أثره الحياة، فيما أصيب نجله حسن في ساقه ونقلوا على أثرها إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك، فيما فرّ المسلّحون إلى جهة مجهولة، وفتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادث.
وأكّد المصدر أنّ “عمليات السلب بهذه الأساليب كثرت في الآونة الأخيرة بطريقة غير مألوفة، وأفراد العصابات هم معروفون بالأسماء ويقطن معظمهم في بلدتي حورتعلا والنبي شيت التي نشط إسمها أخيراً في عمليات كهذه”، وأكّد أنّ “القوى الأمنية تواصل تعقّب هؤلاء لحين إلقاء القبض عليهم”.