استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق رشيد درباس.
وأعلن السنيورة أننا “تداولنا الشؤون العامة في البلاد وكانت جولة افق واسعة حيال معظم القضايا التي تشغل اللبنانيين، والتي تتركز على الحاجة الماسة الى تأليف حكومة تستطيع تلبية مطالب اللبنانيين الذين يعتبرونها الطريق الاساسي من اجل البدء في التقدم على مسار طويل: استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة وبرئيس الجمهورية والحكومة وبمستقبل لبنان، ولا سيما ان انهيارات كبرى حدثت خلال الفترة الماضية في لبنان بحيث انهارت الثقة برئيس الجمهورية والدولة والحكومة اللبنانية وبمعظم الطبقة السياسية، واستعادتها لا يمكن ان تكون الا عبر تأليف حكومة من اختصاصيين أكفياء غير حزبيين، يكون همهم ليس خدمة احزابهم بل خدمة اللبنانيين والوطن”.
ورأى أن “الاقتراح الذي كان تقدم به الرئيس الفرنسي في زيارته للبنان هو انه استطاع ان يصوغ ما سمعه من اللبنانيين والشباب الذين كانوا يتظاهرون بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت وتدمير جزء كبير من العاصمة. كانوا يطالبون بتفكير جديد واسلوب جديد في الحكم لاخراج لبنان من المأزق الكبير. وصاغ المبادرة على اساس تأليف حكومة انقاذ حقيقي من غير الحزبيين ومن وغير الوجوه التي قامت في الفترة السابقة بممارسات لم تؤد الى نتيجة. والحقيقة ان ما نراه هو استعصاء مستمر وانكار متزايد لدى من هم في في السلطة وفخامة الرئيس. وأعتقد أن من يقف وراء هذا التعطيل هو “حزب الله” الذي يبدو أنه لا يريد تأليف حكومة في المدى القريب، بل يريد أن تستمر الأمور كما هي لتبقى ورقة لبنانية يتفاوض بها “حزب الله” وايران مع الولايات المتحدة، وهو أمر غبر مقبول بتاتا”.
وكشف أن “خلال الحديث مع غبطة البطريرك استشهدت بحديث كنت قد قلته بعد لقائي الأخير الرئيس نبيه بري، وهو أن أمام الرئيسين (ميشال) عون و(سعد) الحريري خياران: إما تأليف حكومة ترضي السياسيين وتهدم ما تبقى من لبنان، او حكومة ترضي اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي لتكون أول خطوة في مسار الاصلاح الطويل، والا فسنصل الى “الارتطام الكبير” والانهيار التام. فمن دون حكومة لا يمكن اخراج لبنان من حال الانهيار المستمرة. وأعتقد أن الخطوة التي قام بها أصحاب الغبطة والسيادة والسماحة البارحة، والتي خرجت ببيان يعبر عما يجول في أذهان اللبنانيين لضرورة الاسراع في تأليف الحكومة”.
وعن مواجهات طرابلس، قال: “أن ما جرى هو حال غضب حقيقي جراء انهيار الثقة وكل الانهيارات الاقتصادية والمعيشية والمصرفية والطبية، فاللبناني خسر ما يقارب 80 في المئة من قيمة دخله وأصبح يتعذر على اللبنانيين القادرين أن يصلوا الى أموالهم، وبالتالي ازداد عدد الفقراء في لبنان. وإن ما حدث أمس من أعمال عنف وتكسير هو دليل على أن هناك من يندس دائما بين صفوف المتظاهرين ويؤدي الى استعمال العنف، وهو أمر لا يخدم مصلحة اللبنانيين ولا يوفر رغيف خبز إضافيا”.
وختم: “شددنا مع صاحب الغبطة على أن لا نفع من تضييع الوقت، ويجب الاسراع في تأليف حكومة بالمعايير التي ذكرتها سابقا، فلا يمكن اللبنانيين أن ينتظروا الدعم والمساعدات من الخارج قبل شروعهم في مساعدة أنفسهم”.