Site icon IMLebanon

صيدا: المبادرات الفردية والجماعية لدعم الفقراء تفضح التقصير الرسمي

كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:

مُجدّداً، تملأ المبادرات الفردية والجماعية التقصير الرسمي والفراغ في سدّ احتياجات العائلات الفقيرة والمتعففّة، بعدما اشتدّت عليها الضائقة المعيشية والأزمة الاقتصادية مع الغلاء وارتفاع الأسعار والبطالة، في ظلّ حظر التجوّل والاقفال العام للحدّ من تفشّي فيروس “كورونا”. ولكنّها مبادرات تبقى مرهونة بالامكانيات المادية المحدودة التي لا تستطيع تأمين كلّ المتطلّبات إنّما بعض الضروريات للبقاء على قيد الحياة.

وصيدا التي قرّرت مواجهة “كورونا” بيد واحدة، بتكاتف قواها السياسية وفاعلياتها البلدية والمؤسّسات الأهلية والطبّية، تتنوّع فيها المبادرات بين بلدية وجمعيات أهلية وخيرية، بين أصحاب الأيادي البيض وبين متطوّعين من جيل الشباب الذين يشكّلون نموذجاً للعمل التطوّعي في خدمة الناس، ومبادرة “شباب نزلة صيدون” واحدة منها، اذ بدأت منذ اليوم الأول لانتشار الوباء وما زالت مستمرّة، وانطلقت من منزل “أبو فرج” حليمة، حيث يجمع المتطوّعون تبرّعات عينية من خضروات ثم تغليفها وتوزيعها على العائلات المتعفّفة في صيدا ومناطق الجوار.

ويقول أحد ممثّلي المبادرة أحمد عباس لـ “نداء الوطن”: “إنّ تفشي جائحة “كورونا” جاء في قلب الانهيار الاقتصادي والمعيشي، فوجد الناس أنفسهم امام ثقلين لا قدرة لهم على تحمّلهما مع الغلاء وارتفاع الأسعار والبطالة، فانطلقت المبادرة لتأمين كلّ انواع الخضروات الضرورية للطعام، ومنها الباذنجان، الزهرة (القرنبيط)، البطاطا، الخسّ، الكزبرة، البقدونس، البندورة والخيار وسواها، تفوق قيمة الحصّة الـ20 ألف ليرة وتشمل ما بين 200 – 500 عائلة وِفق الامكانيات المادية ومساهمة التجّار في حسبة صيدا الذين يقدمونها مجّاناً أو بحسومات أو متبرّعين”، معتبراً أنّ “ارتفاع الأسعار أثّر كثيراً على اعداد الحصص وتنوّعها”.

ومبادرة “شباب نزلة صيدون” ليست الأولى، إذ سبقتها مبادرة “المناقيش المجّانية” في أحد أفران المنطقة، ويقول عباس: “نعمل في ظروف صعبة مادياً، ووسط اجراءات وقائية مشدّدة، وينخرط في العمل أكثر من عشرة متطوّعين”، داعياً الى “المساهمة في دعمها بشتى الأشكال لأنّ استمرارها ما زال حاجة ماسة في ظلّ الأزمات المتتالية وإدارة الدولة ومؤسساتها الظهر عن التخفيف من أوجاع الناس، ولم تؤمّن لهم بدائل تساعدهم على الصمود في وجهها”.

الى جانب هذه المبادرة، تشقّ مبادرة “لنساند بعض -2″ التي أطلقتها الرعاية طريقها الى العائلات الصيداوية، وهدفها تقديم حصص غذائية لـ 1000 عائلة في مختلف أحياء المدينة حتى انتهاء الحجر العام. ويوضح مسؤول العلاقات العامة في الرعاية غسان حنقير لـ”نداء الوطن” أنّ الحصة تحتوي على المواد الأساسية، وتبلغ قيمتها 50 ألف ليرة لبنانية ويتمّ إيصالها مباشرة إلى منازل المستفيدين مع مراعاة كافة الإجراءات الوقائية، من تعقيم المساعدات والسيارات وارتداء فريق العمل اللباس العازل مع التعقيم قبل وبعد التسليم”، مشيراً الى انّها واحدة من ثلاث مبادرات ما زالت الرعاية تعمل بها في ظلّ الحجر والتعبئة العامة، أولها تأمين الوحدات الغذائية (الحصص التموينية)، وثانيها تأمين الادوية للمرضى حسب الوصفات الطبّية، وثالثها إعداد وجبات ساخنة يومية وايصالها الى المنازل، وسنستمر بالعمل حتى يفرج الله على الناس ويرفع عنهم الوباء والبلاء والغلاء”.

وتشكّل صيدا نموذجاً للتكافل الإجتماعي، مع إطلاق الكثير من المبادرات الفردية والجماعية، وأوّلها من بلدية صيدا التي قدّمت مساعدات إغاثية بقيمة مليار ليرة ثم مئة مليون ليرة على شكل قسائم لمساعدة العائلات الفقيرة والمتعفّفة خلال الحجر، وتميّزت بمبادرات كثيرة، ومنها سداد ديون الدكاكين في صيدا القديمة وتعمير عين الحلوة والفيلات وغيرها من المناطق.