IMLebanon

نسرين ظواهرة: نحن رهائن “بوطة” فاسدة

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

عُرِفت الإعلامية نسرين ظواهرة بجرأتها التي طبعت مسيرتها المهنية، فهي ممّن يسمّون الأشياء بأسمائها ويضعون الإصبع على جوهر المشكلة لإيجاد الحلول المناسبة والفعّالة. “نداء الوطن” تواصلت معها وكان هذا الحوار الحرّ النابع من القلب والصريح.

تعملين في الاعلامين المرئي والمكتوب معاً أين تلمسين تفاعل الرأي العام معك أكثر؟

لا شك في أنّ للصحافة المكتوبة طعماً آخر، فأنا أميل الى الكتابة خصوصاً أنّها وسيلة أساسية للتعبير عن آرائي ومكنوناتي. لكنّ المعايير اختلفت أخيراً. لم يعد الناس مهتمين بالقراءة كما أنّ وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت في قلب المقاييس. يقرأ البعض العنوان فقط من دون الغوص في التفاصيل. لذلك أصبح الإعلام المرئي مؤثّراً أكثر لدى الرأي العام من مقالات “صاحبة الجلالة”.

من هو الإعلامي الذي تقدّمين له “فلفل حلو” نظراً لتغطيته الأزمات بحرفية ومهنيّة؟

يزبك وهبة هو من أهم الإعلاميين الذين تمكّنوا من تغطية الأزمات بحرفية، فضلاً عن صحافيين كثر كسمر بو خليل، راشيل كرم ورياض قبيسي، الإعلامي الجريء الذي يضع الإصبع على الجرح ويسلّط الضوء على فساد المسؤولين في الدولة. نحن نمتلك “وحوشاً” على الأرض تنقل الحدث بكلّ حرفيّة ومهنية. بالنسبة إليّ، الإعلام اللبناني نموذجٌ يُحتذى به في العالم العربي كما أنّ المحطات العربية بنت هيكليّتها استناداً الى وجوهٍ وطاقاتٍ لبنانية.

البعض يتحدث سلباً عن بعض الاعلاميين!

لا شكّ في أنّ بعض إعلاميينا مرتهنون، ويبيع ضميره مقابل حفنة من المال أو منصب معيّن. يبقى الضمير المهني صاحياً لدى قلّة من الناس الذين يعملون بكرامتهم ولا يبيعون مبادئ مهنتهم. الإعلامي الصادق يستطيع قلب المقاييس وتغيير الصور العامة.

ما رأيك بجرأة ديما صادق في برنامجها “حكي صادق” وهل تؤيّدين أن يذهب الإعلامي بجرأته بعيداً؟

لا أؤيّد أنصاف الحلول. نعيش في مرحلة سياسية حساسة تتطلّب منا تسمية الأمور بأسمائها من دون خوف والإفصاح عن هوية الكاذب والسارق والفاسد في هذا البلد. نحن كلبنانيين رهائن “بوطة” فاسدة سرقتنا وبدّدت أحلامنا وآلامنا. ليس عندنا أساساً ما نخسره كوننا خسرنا كل ما لدينا.

الإعلامي الجريء معرّض للاغتيال والامثلة كثيرة لصحافييـن دفعوا حياتهم ثمناً لجرأتهم!

للأسف، سلطة القمع تخفي الأصوات المطالبة بالحق والحرية، لذا يبقى قرار الجرأة مرتبطاً بشخصية الصحافي ومحصوراً به. أنا أقدّر كل إعلامي شجاع وحرّ لأنه يعرّض نفسه للخطر فداءً للوطن.

ما الذي خسرته بسبب جرأتك؟

ليس على الإعلامي إرضاء أيّ طرف. خسّرتني جرأتي شريحةً من الرأي العام لكنني ربحت نفسي وصدقيتي بفضلها. لا يتجرّأ أي فنان أو سياسي على رشوتي بالمال مثلاً، ولا يستطيع أيّ كان أن يملي عليّ ما أقول أو أكتب. بالمقابل، واقع الإعلام العربي مؤسف بشكل عام، فبعض الفنانين يعتبر الصحافي معجباً، وأرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلاً. والمعيب أنّ بعض المتعدّين على المهنة “يطبّلون ويزمّرون” لفنان على حساب آخر. يجب أن يعطى الإعلامي مساحة حرية كافية للتعبير بموضوعية وصدقية.

كمديرة مكتب الفنان رامي عياش أتنتقدين رفضه إقرار قانون يجرّم زواج القاصرات؟

قد أختلف مع عياش في بعض آرائه أو وجهات نظره، فكلّ شخص يعبّر عن رأيه وفقاً لبيئته ومعتقداته.

هل تغيرت حياتك بعد “كورونا”؟

الصحة ركيزة اساسية في حياتنا. تعلّمت من “كورونا” أنّ أكون ممتنّة على أصغر تفاصيل حياتي كالذهاب الى السوبرماركت، وتناول الطعام مع عائلتي، والسهر وممارسة الهوايات. تشكّل الأمور الصغيرة التي لم نعرها اهتماماً سابقاً جزءاً مهماً من حياتنا لم نكتشف أهميته إلا بسبب الجائحة.

من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

لا أحد، فأنا متأثّرة ببعض الأعلام في الإعلام والدين والسياسة لكنني أنافس نفسي في نهاية المطاف وأتحدّى ذاتي كي أكون “أنا” المجرّدة من قيود المجتمع والدين، فأظهر بوجهي الحقيقي بغضّ النظر عن تقبّل الناس أو رفضهم لي. تحرّرت منذ سنوات عدة من عِقد تزعجني ومن السلاسل المفروضة عليّ. أنا إنسانة حرة. أما حكمتي في الحياة فهي “إبتسم، إنسَ وتابع حياتك بكلّ فرح وحرية”. أنا أؤمن أنّ ما لك سيجدك، وما ليس لك لن تتمكّن من الحصول عليه.

أثيرت ضجّة أخيراً حول اضطهــادك لعاملتك الأجنبية وعــدم إعطائها مستحقاتها المادية!

أوضحت ملابسات هذا الموضوع في الإعلام وعلى صفحاتي في “السوشيل ميديا”. يعلم المقرّبون مني أنني لا أؤذي أحداً. كان الهدف أذيتي. قصدتُ السفارة النيجيرية حيث تمّ التحقيق مع العاملة ونشرت بعدها اتّصالاً من القنصل النيجيري عبر برنامج “طوني خليفة”، أوضح أنّ ما تم تداوله ليس صحيحاً لأنّ الخادمة هي من رفضت إرسال مالها الى الخارج بالرغم من ضغط أهلها المستمر عليها. فوجئت بكمّ الأذية الموجود في الحياة، وعلمت حينها صديقي الحقيقي من عدوّي المقنّع بوجه حمل. خرجتُ من هذه القضية منتصرةً لأن الله معي.

سمعنا أنّك تحضّرين لجديد!

أحضّر لبرنامج فني على قناة “الجديد” يتناول مواضيع عميقة عايشناها أخيراً.