كتبت زينة طبارة في جريدة الأنباء الكويتية:
رأى العميد المتقاعد جورج نادر أن ما يجري في طرابلس ليس أعمال شغب وفوضى كما يحلو للسلطة وأحزابها توصيفه بهدف شيطنة المدينة وأهلها، انما ثورة جياع حقيقية كانت منتظرة، لأن السلطة وضعت الطرابلسيين وكل اللبنانيين امام خيارين، اما الموت جوعا نتيجة فسادها، واما الموت بالحجر المنزلي دون تأمين رغيف الخبز لهم، فاختاروا الثورة على سلطة اقل ما يقال فيها انها فاسدة وفاسقة.
ولفت في تصريح لـ«الأنباء» الى أن اصطدام الثوار بالجيش والقوى الأمنية مرفوض بالمطلق، لكن ما هو مرفوض ايضا وبالمطلق محاولات قمع الثورة عبر استخدام العنف والرصاص الحي بذريعة الرد على زجاجات المولوتوف، علما ان السلطة وجريا على عادتها، دست عناصرها بين المتظاهرين لحرف الثورة عن مسارها وأهدافها، وعلى مخابرات الجيش الموجودة اصلا بين الثوار، والتي تملك اجهزة مراقبة ورصد وقدرة استعلامية عالية، اعتقال هؤلاء المندسين وكشف هوياتهم امام الرأي العام، وسوقهم الى القضاء لفصل الحق عن الباطل، ولتبيان الحقيقة المرة بأن مندسي السلطة هم الذين يعتدون على الجيش والقوى الأمنية.
واستطرادا، حمل نادر السلطة اللبنانية من رأس الهرم حتى قاعدته، بدءا برئاسة الجمهورية، مرورا بالرئيسين المستقيل والمكلف، وصولا الى المنظومة النيابية مجتمعة، مسؤولية سفك الدماء في طرابلس وكل ما يجري على ارض الواقع، معتبرا ان هذه المنظومة السياسية الفاسقة سياسيا وماليا واقتصاديا وقضائيا، اوصلت البلاد الى الحضيض وعليها الرحيل طوعا وبأسرع وقت، قبل ان تترحل مذلولة على ايدي الثوار المتضورين جوعا.
وعليه، أكد نادر ان ما يجري في طرابلس، هو استمرار لثورة 17 تشؤين، انما بصورة مختلفة تتوزع ألوانها بين البطالة والفقر والجوع والموت على ابواب المستشفيات، فكفى محاولات لشيطنة الثورة والثوار، وكفى تكاذبا وتهربا من حقيقة يعرفها القاصي والداني محليا وشرقا وغربا، ألا وهي ان هذه السلطة التي تدعي العفة والقداسة نهبت المال العام وتقاسمت الدولة والمغانم، فأوصلت البلاد الى الدمار الشامل ودفعت باللبنانيين الى الهجرة والموت، معتبرا من جهة ثانية، ان بعد كل ما نشهده من انهيارات بالجملة، يأتي النائب ماريو عون ليتحفنا بكلامه عن التمديد لرئيس الجمهورية، «الا يكفيه انه مذهب الأرض والشجر في لبنان على قاعدة «هذه الشجرة مسيحية تحترق وتلك اسلامية لا تحترق»؟ «فلترحل منظومة الفسق والفساد والنهب وترحم الناس».
وختم نادر مطلقا جملة متسلسلة من المطالب اهمها:
1 – اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري فورا عن تشكيل الحكومة، حفاظا على ما تبقى من خميرة والده الشهيد رفيق الحريري، قائلا له: «انت لا تستطيع ان تترأس حكومة اختصاصيين، لأنك ساهمت مع سائر المنظومة الفاسدة في انهيار البلاد».
2 – إجراء انتخابات نيابية خارج القيد الطائفي وتحت ضغط الشارع، لأنه لا حزب الله ولا حركة أمل ولا التيار الوطني الحر سيسمحون بانتخابات نيابية تنتزع منهم الأغلبية في مجلس النواب.
3 – تشكيل حكومة اختصاصيين بأسرع من الصوت، تكون قادرة على معالجة الانهيار.
4 – اعادة النظر بحجم الوظيفة العامة وتنقيتها على قاعدة «الرجل المناسب في المكان المناسب».