كتبت جنى جبّور في “نداء الوطن”:
إنطلق “فورتي” بنسخته اللبنانية عبر شاشة الـ”MTV” السبت الماضي من تقديم جيسيكا عازار واخراج ميشال صليبا. تحاور عازار في البرنامج شخصيات بارزة بنمط سريع ومباشر وبجرأة وصراحة بعيداً من الديبلوماسية، بغرض الوصول الى الحقيقة. ورغم نسبة “الرايتينغ” المرتفعة التي حصدتها الحلقة الاولى من البرنامج، اعتبر البعض أنّ دور المقدمة كان مقيّداً نوعاً ما ومقتصراً على قراءة الأسئلة والاستماع الى الأجوبة لا غير، فيما اعتبر البعض الآخر أن البرنامج حقق نجاحاً منذ حلقته الأولى وهي سعيدة به وواثقة من استمرار بريقه في الحلقات المقبلة.
حلّ رئيس “حزب التوحيد” وئام وهاب ضيفاً أول على “40”. لا عجب في الأمر، خصوصاً أنه شخصية تجذب المشاهدين ومن هنا اختياره أساساً في الحلقة الاولى للبرنامج. طرحت عليه عازار 40 سؤالاً أجاب عنها بدقيقتين فقط. أسلوب لم ينل استحسان بعض المشاهدين، غير المعتادين على الايجاز مع السياسيين، إلا أنه يندرج ضمن شروط البرنامج الذي انطلق بدايةً في تركيا ثم الى بلدان أخرى وحطّ أخيراً في لبنان. طبقت الـ”MTV” البرنامج بشروطه، فلم تقابل عازار الضيف قبل الحلقة أو تدردش معه كما يحصل في الكواليس عادةً. وتركت لضيفها مساحة للتعبير عن رأيه، من دون استطراد أو أداء دور “محامي الشيطان”. المونتاج أيضاً ممنوع فالحلقة صوّرت على مبدأ الـ”Live to tape”. ويخضع البرنامج لرقابة “مستشارين” أجانب يحضرون في كل حلقة للتأكد من احترام “شكل” البرنامج بصيغته الاساسية. وفي هذا السياق، تقول عازار: “وقع خيارنا على وهاب بعد تصدّره مواقع التواصل الاجتماعي بعد حملة الكترونية شنّت ضدّه بسبب تغريدة يستنكر فيها قصف السعودية. أما بالنسبة الى “Format” أو شكل البرنامج، فهو شبيه ببرامج الحوار الاجنبية حيث لا يستطرد المقدّم كثيراً، ويترك الحرية لضيفه من دون المقاطعة، وذلك على عكس البرامج التي اعتاد اللبنانيون متابعتها. ولا يمكننا هنا استحداث قوانين أخرى خاصة بنا بل إنّ التقيد بشروط البرنامج واجب، علماً أن ثمة استثناءات كتوضيح إجابة معينة او الاستفسار لتوضيح فكرةٍ ما”.
بين الاخبار والبرامج
تستمتع عازار ببرنامجها الجديد. تعتبره “نوستالجيا” الى صورتها كمقدمة نشرات الأخبار ذائعة الصيت. وتقول في هذا الصدد: “يعيدني البرنامج بالصورة الى الفترة التي كنت فيها مذيعة اخبار، من ناحية شكلي وطريقة حديثي. أشعر أنه يشبهني، وهو رأي ادارة المحطة كذلك. حققنا نسبة “رايتينغ” جيدة جدّاً في الحلقة الأولى، وأُعجب المشاهدون بوتيرة البرنامج السريعة”.لم يحسم بعد اسم الضيف المقبل، علماً أن البرنامج يستقبل ضيوفاً من مجالاتٍ مختلفة. وتتمنى عازار أن يستمر البرنامج لموسم ثانٍ وثالث، بعدما انتهت من برنامجها “الاحد منحكي”، الذي استقبل في موسمه الأول مجموعةً من النساء الرائدات، وغيّر معادلته في الجزء الثاني لتحاور فيه رجالاً من مختلف المجالات. لا تفكّر عازار بالعودة الى تقديم نشرات الاخبار فهي وفق قولها “تحبّ ما تقوم به حالياً وتعطي كلّ فترة في حياتها حقها”.
وكانت عازار اصيبت بالـ”كوفيد – 19″ وتعافت وهي تتابع نشاطها في جمعية “Lebanon of tomorrow”، محاولةً قدر المستطاع مساعدة الناس المحتاجين مع حرصها الشديد على التزام إجراءات الوقاية اللازمة.
ولا يغيب عن بال المقدّمة فكرة الاستقرار خارج لبنان، لا سيما أثناء تنقلاتها بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية حيث تابعت اختصاص “العلاقات الدولية” بجامعة هارفارد، لكنّها على ما يبدو قرّرت حتى الآن البقاء في وطنها لبنان كونه “الأحب إلى قلبها”.