كشفت الحرب السورية وبعدها الحرب في اليمن وعدم الاستقرار في العراق حقيقية انتماء “حزب الله”، كمقاومة بوجه كل من يهدد مصالح ايران.
وأشار مصدر نيابي مطلع الى ان “إسرائيل لم تكن طرفاً في الحرب السورية او اليمنية او في العراق حيث انغمس الحزب فيها لاجل مصالح ايران الغالي منها والنفيس، فيما الحكومة اللبنانية دأبت ومنذ بداية الاحداث في المنطقة على تسويق مقولة النأي بالنفس لكنها عجزت عن تطبيقه أو دفع الحزب الى الالتزام به”.
وأضاف عبر وكالة “أخبار اليوم”، أن “مصالح “حزب الله” الضيقة، كانت ولا تزال اهم من مصالح لبنان واللبنانيين الذي دفعوا غالياً فاتورة انغماس الحزب في حروب الجوار وأوصلتهم إلى الانهيار وضياع ودائعهم”.
وفي هذا الاطار يحدد المصدر بالارقام التفاصيل الآتية:
ميزان المدفوعات يشكل المؤشر على اجمالي التعاملات المالية التي تتم بين لبنان والخارج والذي يشير بوضوح الى ناتج حجم العملات الصعبة التي دخلت لبنان وخرجت منه، كما يؤشر بوضوح إلى تبدل الاوضاع المالية للبنان منذ تدخل “حزب الله” في الصراعات الاقليمية.
منذ العام 2006 وحتى 2010 سجل ميزان المدفوعات فوائض كانت أهمها 7.9 مليار دولار عام 2009 و3.2 مليار دولار عام 2010. انما وبتدهور سريع وواضح وملحوظ مع بدء الحرب السورية تبدلت الصورة دراماتيكياً، فانتقل ميزان المدفوعات من فوائض بالمليارات الى تسجيل عجز سنوي متتالي بلغ 1.9 مليار دولار عام 2011 وصولاً في العام 2018 الى 5.1 ملياراً.
لماذا توقفت معاملات لبنان مع الخارج وبالتالي خسارة الدولار؟ اجاب المصدر: تميز العام 2011 بانطلاق الحرب السورية والبدايات الأولى لتدخل “حزب الله” وبدء عمليات الخطف من ميليشيلت محددة في مناطق محمية، ما دفع الدول الخليجية إلى فرض حظر على رعاياها لمنعهم من زيارة لبنان، واوقفت استثماراتها وساد الرعب في نفوس المستثمرين الذين بدأوا بهجر لبنان فبدء شح الدولار.
وقال: اول المتضررين هو القطاع السياحي، حيث كان لبنان على لائحة اجمل دول العالم ومركزاً عالميا للسفر والسهر والسياحة، فأمّنت السياحة ايرادات بلغت 8 مليار دولار عام 2009 و9 مليار دولار عام 2010، لتبدأ الخسائر مع تدخل الحزب في سوريا، وحظر دول الخليج لسفر رعاياها الى لبنان وهؤلاء يشكلون نصف انفاق السياح ليخسر لبنان نصف ايراداته التي تراجعت الى مستوى صادم هو 3 مليار دولار عام 2015.
وتابع: البارز ان العام 2015 والاشد وطأة ماليا هو عام بدء العمليات السعودية في اليمن ضد المواقع التابعة لمسلحي الحوثيين الموالين لايران، ما تسبب بمزيد من الضغوط على لبنان بفعل انغماس “حزب الله” في الحرب اليمينة وتدريب الحوثيين.
وفي هذا الاطار، لفت المصدر الى ان الاستثمارات الاجنبية المباشرة الى لبنان تراجعت من 3.7 مليار دولار عام 2010 الى 2.3 مليارعام 2015 بمستوى هو الادني خلال السنوات العشرة التي سبقتها، ليخسر لبنان حوالى 10 مليار دولار اضافية كأستثمارات اختارت وجهات جديدة في دول عربية اخرى عوض أن تتدفق الى لبنان.
وبالتالي، قال المصدر: مع تراجع الاستثمار تضررت القطاعات كافة وفي مقدمتها القطاع العقاري، قاطرة النمو في الأعوام الماضية، والذي شهد جمودا قاتلا وتراجع في عمليات شراء الاجانب خاصة في منذ العام 2017.
وختم: هكذا يمكن احتساب كلفة انخراط “حزب الله” في حروب المحاور وسياسات إيران في المنطقة، بحيث بلغت اكثر من 50 مليار دولار ككلفة مباشرة تكبدها اللبنانيون من اموالهم وارزاقهم وحاضرهم ومستقبلهم، والسبب احتكار “حزب الله” قرار الحرب والسلم وإعلائه المصالح الايرانية على كل المصالح اللبنانية العليا.
فأي تدقيق جنائي يمكن على سبيل المثال أن يطال مسؤوليات “حزب الله” عن الانهيار المالي والاقتصادي الذي تسبب به للبنان؟