4 آب 2020 -4 شباط 2021 . 6 أشهر مرت على جريمة تفجير مرفأ بيروت: من المسؤول؟ لا جواب. 200 منزل تزينت عتباتها بصور الضحايا المؤطرة بالحزن والغضب. 6000 جريح ومعوّق تبدل مجرى حياتهم، آلاف العائلات تشردت والأبشع أن وجه ست الدنيا بيروت ما عاد نفسه وقد لا يعود.
6 أشهر على جريمة العصر ولا تزال الحقيقة مبهمة حول من خزّن 2750 طناً من نيترات الأمونيوم في العنبر 12 ولماذا تم تخزين هذه المواد الخطرة في حرم المرفأ سبعة اعوام، والأهم، لماذا لا يزال أهالي الضحايا أسرى الإنتظار؟
القرارات التي اتخذها المحقق العدلي القاضي فادي صوان بعد تعيينه من قبل مجلس القضاء الاعلى في 13 آب 2020 أفضت إلى توقيف 25 شخصاً والإستماع إلى إفادات 53 شاهداً. ومن بينها 4 مذكرات توقيف وجاهية بحق 4 ضباط،، بينهم الرائد في أمن الدولة جوزيف الندّاف، الذي أبلغ المراجع القضائية عن وجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، فكان الجواب في توقيفه وسجن عائلته وراء قضبان الإنتظار.إلى متى؟
حليم النداف عم الرائد الموقوف توجه عبر الـ”مركزية” قائلا:” جوزف بريء وضميره مرتاح وهو يعلم أنه ما من مادة قانونية تطاله لأن التهمة الموجهة هي “التأخر والمماطلة” في التحقيقات مدة 5 أشهر(من شباط 2020 حتى أيار) علما أنه حصل بسبب جائحة كورونا وبطلب من مدعي عام التمييز غسان عويدات”.
ويسأل حليم شقيق الشهيد المغوار ميلاد النداف الذي قتل على يد إرهابيين عام 2000 في الضنية ” أهكذا يتم التعامل مع الضباط الذين يؤدون واجبهم العسكري على أكمل وجه؟ وما هي العبرة التي سيتعلم منها كل ضابط أو عسكري أو مسؤول في حال قرر أن يكشف عن ملف مماثل؟ أين العدالة في الإبقاء على من نفذ وخطط للجريمة يسرح ويمرح؟ لماذا يسري قرار الإقفال العام بسبب جائحة كورونا على القاضي فادي صوان والجسم القضائي ويتحول إلى تهمة في حق الرائد النداف؟ نحن نثق بالقضاء لكن هناك مزيج من الغصة والإشمئزاز والإحساس بالظلم…ويختم:” أعطونا سبباً منطقياً لتوقيف إبننا جوزف. نريد جوابا وإلا صوتنا سيبقى مدويا”.
الموقوفة المهندسة نايلة الحاج
ثمة من قرأ إسم المهندسة نايلة الحاج في عداد الموقوفين في تفجير 4 آب،وثمة من صعقه الإسم والخبر. هي مهندسة متخصصة في البنى التحتية وقد نالت إجازاتها من جامعات فرنسا وإنكلترا. عام 2015 عادت إلى لبنان وعملت في شركة شبلي التي التزمت صيانة العنبر 12 بقرار من مدعي عام التمييز بناء على التقرير الذي رفعه الرائد الموقوف جوزف النداف.
وتروي والدتها جيرالدا لـ”المركزية”: نهار 4 آب أنجزت نايلة أعمال الإشراف على الصيانة والتلحيم على العنبر 12 وغادرت المرفأ تمام الساعة الثالثة. وتوجهت إلى جل الديب لزيارة إحدى صديقاتها. ولو عادت إلى منزلها الكائن في منطقة مار مخايل لكنا اليوم نحيي ذكرى مرور 6 أشهر على رحيلها…”
5 آب تم استدعاء نايلة للتحقيق معها ومن حينه لم تعد إلى الحرية. تضيف والدتها:”معاناة نايلة النفسية كبيرة. عندا أزورها تسألني:” أنا شو عم بعمل هون؟ ليش ما بيحققوا معي؟ حتى نحن لا نعلم لماذا هي موقوفة. وعندما نسأل المحامين الذين تولوا الدفاع عنها يكتفون بالقول”انشالله خير”. وعلى رغم حمل نايلة الجنسيتين اللبنانية والفرنسية إلا أن القضاء الفرنسي لا يتدخل كون الجرم حصل على الأراضي اللبنانية.
قبل قرار الإقفال العام كانت مواعيد الزيارات بمعدل 3 مرات أسبوعيا. اليوم تم حصرها بيومين بسبب كورونا وهي لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة. “بالكاد أسألها عن وضعها وصحتها حتى يدق الجرس إنذارا بانتهاء موعد المقابلة. وقبل أن أودعها تطلب مني أن أحمل لها مجموعة من الكتب وكلمات متقاطعة و”بازل”. وتختم:” أتمنى على القضاء الإسراع في التحقيقات وأن يحكم بالعدل”