Site icon IMLebanon

توقيفات الأحداث في طرابلس: الناس تطالب بالحقيقة

كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:

لا تزال تداعيات الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس وأعمال التخريب التي طالت السراي ومبنى البلدية تتفاعل، وتقوم مخابرات الجيش وفرع المعلومات بسلسلة اعتقالات لأيام متواصلة، استهدفت أكثر من 50 ناشطاً على خلفية الأحداث الأخيرة.

ولأن مدينة طرابلس تعاني ما تعانيه من الحرمان، وتكتسح البطالة صفوف شبابها، فإنها بلا شك أرض خصبة للإحتجاجات، وحالة جاهزة للتمرد على قرارات الدولة، في أي وقت لم تراع فيه هذه القرارات خصوصية المدينة وتوليها الإهتمام اللازم.

وازاء الفقر المسيطر وحالة الغليان الشعبي، حصل ان برزت بعض الجهات التي استغلت الواقع وحرفت التطورات في غير اتجاهها ومسارها المطلبي المعيشي.

واللافت في الإحتجاجات الأخيرة كان مشاركة أطفال لا تتعدى أعمارهم 12 و 14 سنة. وتشير المعلومات من مصادر مطلعة إلى أن “عدداً من الأشخاص المعروفين في الأحياء الداخلية والشعبية بالقدرة على التأثير والتجييش في صفوف الشباب، الذين انتقلوا مؤخراً من ضفة تيارات مثل المستقبل والعزم والكرامة، ومن الولاء إلى نواب طرابلس، إلى ضفاف أخرى، قاموا بما عليهم من التجييش نحو السراي والمرافق الأخرى في المدينة”.

موقوفون وتحقيقات

وعلم ان التحقيقات مع الموقوفين تتركز بشكل أساسي حول إحراق مبنى البلدية والمحكمة الشرعية، والهجوم على السراي. وعلى الرغم من أن الإحتجاجات كانت قد بدأت مطلبية على خلفية قرار تمديد الإقفال العام، إلا أنها عادت وأخذت منحى آخر مغايراً، وتحولت إلى فوضى متنقلة وأعمال تخريب طالت أهم المؤسسات الرسمية في المدينة. في هذه الأثناء ترتفع في طرابلس الأصوات المطالبة بضرورة الكشف عن المعطيات التي تتكشف من وراء التحقيقات وتحديد وتحميل المسؤوليات، لا أن تنتهي الأمور كما كل مرة، أي اعتقالات وتحقيقات ووضع البعض في السجون، ثم التغاضي عن المشغّل والمحرّض الحقيقي لهذه الجماعات، وتلك الجهة المخطِّطة بالفعل لهذه الأعمال التي استغلت مطالب الناس لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المدينة وأهلها.

وفي معلومات أمنية حصلت عليها “نداء الوطن”، فإنه ونتيجة للتحقيقات الجارية تم “تحديد هوية عدد من الموقوفين وانتماءاتهم السياسية والحزبية وقد يتم الكشف عن هذه المعلومات في حينه”.

كما أشارت المعلومات الأمنية أيضاً إلى أن “المخطط كان مرسوماً له أن يتوسع ويتمدد باتجاه مقرات أخرى، رسمية وخاصة، بما يشبه الفوضى الشاملة وسقوط هيبة الدولة انطلاقاً من طرابلس. إلا أن تدخل الجيش بقوة على خط فرض الأمن في المدينة في اليوم التالي، وحالة الرفض العارم لما حصل في طرابلس حالا دون ذلك”.

هذا وقطعت التحقيقات الجارية شوطاً مهماً بين المقرات الأمنية في بيروت وطرابلس، كما طالت التوقيفات أشخاصاً لطالما تواجدوا في ساحات الإحتجاج لكنهم لم يثبت تورطهم بأعمال التخريب، فأطلق سراحهم لاحقاً.

واعتصم أهالي الموقوفين في الأحداث الأخيرة أمام ثكنة القبة مطالبين بإطلاق سراح أبنائهم فوراً، كما قطعوا الطريق لبعض الوقت ثم أعيد فتحها.