لا يزال كباش الحصص مستحكماً بولادة “حكومة المهمة” الإصلاحية، ولا يزال المقربون من دوائر القصر الجمهوري يؤكدون أن “أي حكومة لن تبصر النور ما لم تراع معايير الشراكة الدستورية التي يطالب بها الرئيس ميشال عون”، بينما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية بحثاً عن مظلة عربية ودولية لتشكيلته المرتقبة، وأكدت مصادر “نداء الوطن” ليلاً أنه وصل إلى باريس، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في حين رُصدت رسالة لافتة للانتباه وجهها “حزب الله” أمس من بين سطور مقدمة نشرة “المنار” المسائية إلى الحريري، اختزنت تحذيراً صريحاً من أنه في حال لم يبدِ “مرونة قبل غيره” في مقاربة المسار الحكومي بعد عودته إلى بيروت، فإنّ “السلبية ستستمر والحال الحكومية لن تتغير لا في 14 شباط ولا حتى في 14 آذار”.
وفي الغضون، ترددت أمس أنباء إعلامية عن اتجاه مبعوث الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل لزيارة بيروت نهاية الأسبوع لاستعراض مستجدات المواقف مع المسؤولين اللبنانيين حيال مسألة تشكيل الحكومة، غير أنّ مصادر فرنسية رفيعة شددت لـ”نداء الوطن” على أنّ ما يتم تداوله في الإعلام اللبناني حول زيارة دوريل “غير صحيح” وأنّ لا موعد محدداً للزيارة بعد.
واليوم، يصل نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في قصر بعبدا إثر لقائه رئيس الجمهورية قرابة الثانية عشرة ظهراً، على أن يلتقي بعدها كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وإذ أكدت مصادر رسمية أنّ الدوائر اللبنانية لم تتبلغ بالغاية من زيارة المسؤول القطري، أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأنّ الزيارة ذات طابع تضامني مع لبنان وسيتخللها على الأرجح الإعلان عن “مكرمة” قطرية تقع في خانة المساعدات الإنسانية، مع إبداء استعداد الدوحة للعب أي دور توفيقي بين الأفرقاء اللبنانيين.