كتبت صحيفة نداء الوطن:
كثرت الاسئلة المرتبطة بتوقيت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان وظروفها، الى حد “شيطنة” البعض هذه الزيارة واعتبارها “قوطبة” على المسعى الفرنسي بدعم اماراتي لايجاد مخرج للازمة الحكومية في لبنان، بينما الزيارة كانت في مسار مختلف كلياً عن “الظنون التي اغلبها اثم”.
في محادثات الوزير القطري مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، قال كلاما ًواحداً دار، بحسب ما قال مصدر مطّلع على مجريات الزيارة، لـ”نداء الوطن” حول “قضايا ثنائية وامور مستمرة يمكن حصرها بأربعة نقاط اساسية:
اولاً: اكد الوزير القطري ان زيارته الثانية الى لبنان منذ انفجار المرفأ في الرابع من آب الماضي هي زيارة تجديد التضامن مع لبنان في المأساة التي حلت به وخاصة عاصمته بيروت جراء هذا الانفجار، مع تجديد الالتزام بتنفيذ قطر كل ما تعهدت به في هذا الخصوص.
ثانياً: ابدى الوزير القطري الاستعداد التام والكامل لمساعدة لبنان في كل المجالات وفي كل ما يطلبه على الصعيد السياسي والاقتصادي والمعيشي.
ثالثاً: شدد الوزير القطري على وجوب الوصول سريعاً الى تأليف حكومة جديدة، لان اي مساعدات مقررة للبنان او ستقرر لاحقاً لن يتم تسييلها في ظل عدم وجود حكومة قائمة دستورياً وقانونياً.
رابعاً: لم يطرح الوزير القطري اية مبادرة سياسية محددة، ولكن لم يخف ابداء الاستعداد لاي امر يطلبه اللبنانيون”.
ويوضح المصدر “انه بمجرد تكرار وزير الخارجية القطري لعبارة نحن جاهزون لمساعدتكم في كل ما تطلبونه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فان ذلك يعني استعداداً قطرياً للمساعدة السياسية ولكن ليس على طريقة مؤتمر الدوحة عام 2008 غداة احداث السابع من ايار، يوم كانت المبادرة قطرية بدعم خليجي ودولي، انما هذه المرة لن تكون هناك مبادرة بل على القوى اللبنانية ان تطلب من قطر او اي عاصمة عربية او صديقة استضافتها الى طاولة حوار لتجد ان هناك جهوزية لتلبية هذا الطلب وفي مقدمة هؤلاء الدوحة”.
ويؤكد المصدر ان “التحرك القطري ليس منفصلاً او متعارضاً عن الحراك الفرنسي بدعم اميركي باتجاه ايران والسعودية والامارات، انما فهم من كلام وزير خارجية قطر انه مكمل له ومساعد على انجاحه، وتحديداً عندما ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة من دون الدخول في تفاصيل وزواريب هذه الحكومة المتروك امر البت بتركيبتها ومكوناتها للبنانيين انفسهم”.
ويشير المصدر الى ان “الحراك المتجدد عربياً واقليمياً ودولياً من اجل ايجاد حل للازمة السياسية اللبنانية كمقدمة لمباشرة الحل الاقتصادي، هو علامة ايجابية جداً لعودة الاهتمام بلبنان، وهذه فرصة من مسؤولية اللبنانيين التقاطها بسرعة وعدم هدرها كما هدرت فرص ثمينة مماثلة في السابق القريب والبعيد، والمؤشر على ان الامور اقتربت من خواتيمها هو الاعلان عن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى العاصمة السعودية الرياض ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كون الحريري يتهيّب تأليف حكومة لا تحظى بمباركة ودعم خليجي لان غياب هذا الدعم السياسي والاقتصادي سيحكم على اي حكومة يترأسها بالفشل”.
ويلفت المصدر الى انه “من هنا يأتي الحراك القطري مكملاً ومساعداً للحراك الفرنسي والاماراتي، وخصوصاً في الاشارة الواضحة لوزير خارجية قطر امام المسؤولين بوجوب الاسراع بتأليف الحكومة، اي انه عند الوصول الى تفاهم سياسي يجب عدم تأخير ولادة الحكومة تحت اي اعتبار مع حفظ تمثيل عادل وصحيح ومنصف للمكونات اللبنانية في هذه الحكومة، وفق ما سبق واعلنه الرئيس المصري خلال لقائه الحريري عندما دعا الى تأليف حكومة مستقلة تحفظ النسيج الوطني اللبناني، اي لا تستثني احداً.
إقرأ أيضًا: