Site icon IMLebanon

“خليك بالمطبخ”: “جائحة” السمنة بعد “كورونا”!

كتبت زينب حمود في جريدة الأخبار:

«خليك بالبيت» في زمن «كورونا» تحوّل، فعلياً، «خلّيك بالمطبخ». الملل والضغط النفسي اللذان يسببهما الحجر المنزلي، غالباً ما يفتحان الشهية على الأطعمة الغنية بالنشويات والسكر والدهون. و«فشّة الخلق» هذه ترافقها قلة حركة والتوقف عن ممارسة الرياضة. هكذا، من يهرب من وباء «كورونا» قد يقع في «وباء» السمنة، وهو «أخطر الأمراض وأكثرها تعقيداً» بحسب اختصاصية التغذية زينب ياسين.

جدول مواعيد ياسين يغصّ بمرضى ينتظرون دورهم بعد انتهائهم من الحجر للتخلص من الوزن الزائد، إلى جانب عشرات يتواصلون معها عن بعد ليبدأوا حميتهم الغذائية، وممن تواكبهم على صفحتها على «فيسبوك» وتوجههم نحو نظام غذائي صحي.

صحّياً، تولّد البدانة جملة من الأمراض المزمنة من بينها: السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، الغدّة، تكيّس المبيض، والأمراض السرطانية. بعد انتهائها من الحجر، عانت سارة سعد من تسارع في نبضات القلب بالتزامن مع اكتسابها 10 كيلوغرامات وزناً بسبب «الاكتئاب وقلة الحركة… وإعداد قالب حلوى يومياً»!

خلال فترة الحجر، تتضاعف أعداد المصابين بالسمنة بين الفئات العمرية المختلفة. وبحسب دراسات حديثة، فإن فئة الشباب بين 20 و30 عاماً هي الأكثر تعرضاً لاكتساب الوزن المفرط، خصوصاً النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في المطبخ. كما تسجّل نسب عالية من البدانة بين الأطفال الذين يكتسبون عادات غذائية سيئة ويستبدلون اللعب بالجلوس أمام شاشات الكومبيوتر والتلفاز ساعات طويلة.

والأشخاص الذين يعانون السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس «كورونا» بنسبة 46% مقارنة بالأشخاص غير البدينين، ويزيد احتمال دخولهم المستشفى بنسبة 113%، كما تزيد فرص وصولهم إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 74%. وتصل نسبة مخاطر الوفاة بسبب الإصابة بالفيروس بين البدناء إلى 48%،وذلك بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة نورث كارولينا الأميركية على نحو 400 ألف مصاب بـ«كورونا»، ونشرتها مجلة «أوبيسيتي ريفيوز» (Obesity Reviews). كما يحتاج الشخص البدين إلى مساعدة في التنفس أكثر من غيره لدى الإصابة بـ«كوفيد-19» لأنه يعاني أساساً من نقص وصول الأوكسيجن إلى أعضاء الجسم الرئيسية، بحسب الطبيب ديان سيلاية من جامعة ريدينغ البريطانية.

وإلى المخاطر الصحية، تخلق البدانة انعكاسات نفسية سلبية على الفرد، سببها الشعور بعدم الرضى عن المظهر الخارجي. وكثيراً ما يتعرض البدين في المجتمع اللبناني للتنمّر والتمييز في المعاملة. و«ليس الفرد وحده معنيّاً بتسديد فاتورة البدانة، إذ إن المجتمع برمّته يتأثر سلباً بقلة فعالية البدين وتراجع إنتاجيته»، على ما يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية أحمد الشامي.

ولتجنب الإصابة بالسمنة خلال فترات الحجر، ينصح اختصاصيو التغذية باعتماد نظام غذائي صحي متوازن، والتخفيف من استهلاك المعجنات والحلويات والأطعمة المشبعة بالدهون، كالبطاطا المقلية والوجبات السريعة. كما يشددون على ضرورة شرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة في البيت من خلال الاستعانة بفيديوات التمارين الرياضية والرقص والزومبا، وإلا، كما تحذّر ياسين، «فسنكون أمام نتائج كارثية للسمنة على شتى الأصعدة».