Site icon IMLebanon

“الحزب” لن يضغط على عون ولن يكسر الحريري

كتب غاصب المختار في “اللواء”:

عاد مسار تشكيل الحكومة الى ما دون الصفر، بعد اللقاء الاخير بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، الذي لم يجرِ خلاله حسب بعض المعلومات البحث عن حل وسط للخلاف حول توزيع الحقائب وبعض الاسماء المطروحة للتوزير. ما يعني ان الجولات الخارجية للرئيس المكلف لم تنجح في معالجة العُقَد الحكومية، او هي لم تكن أصلاً بهدف جر الدول التي زارها من اجل هذا الهدف، بل كما قال الحريري انها لحشد الدعم للبنان واعادة العلاقات مع بعض الدول بعد تشكيل الحكومة.

خالف الرئيس الحريري في كلمته امس لمناسبة الذكرى السادسة عشرة لإستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، كل او معظم المواقف التي صدرت علناً او التسريبات التي صدرت مواربة عن القصر الجمهوري، من حيث تأكيده مطالبة الرئيس عون بالثلث الضامن عبر ستة وزراء مسيحيين له من دون وزير حزب الطاشناق، كما خالف تسريبات القصر في مقولة ان الحريري يريد اختيار الوزراء المسيحيين، وفنّد كل التفاصيل التي جرت منذ اللقاء الثاني بعد تكليفه، لكن هذا لم ينفِ استمرار مصادر القصر الجمهوري في القول ان المشكلة لا تكمن فقط في أسماء الوزراء المسيحيين حيث ان الحريري أبدى في اللقاء الاخير بينهما استعداداً للنظر ببعض الاسماء المسيحية التي يقترحها الرئيس عون، بل عدا ذلك، تكمن المشكلة في تمسك الحريري بحقيبتي العدل والداخلية، وهو ما نفاه الحريري امس، كما تكمن في الوزارات التي منحها الحريري للرئيس عون (التربية والبيئة والثقافة على ان تكون حقيبة الصناعة لوزير ارمني ومن حصة عون). اما حقيبتا الاتصالات والطاقة فيكون للحريري وللفرنسيين رأي في من سيتولاهما ما يعني انهما لن تكونا من حصة الرئيس عون او التيار الوطني الحر.

واوضحت مصادر متابعة للإتصالات، أن لائحة الاسماء التي اعلن عنها الحريري وتم تسريبها مساء امس، هي مزيج من اسماء كانت مجمّعة عند الرئيس عون وليست لائحة كاملة ونهائية. وقد سلمها عون للحريري للإستئناس وليس كصيغة نهائية للتوزير تمت الموافقة عليها.

كما يقول حلفاء سياسيون للرئيس عون ان الفرنسيين مارسوا ضغوطاً من اجل عدم  منح عون ستة وزراء وعدم تشكيل حكومة من 20 وزيراً، وعدم إبداء اي مرونة تجاه مطالب عون والتيار الوطني الحر وحزب الله في عملية التشكيل. ما يفسّر بنظرهم تصلب الحريري وتمسكه بما وصفه خريطة الطريق التي وضعتها المبادرة الفرنسية منذ ايلول من العام الماضي، وما يطرح السؤال حول دور حزب الله في محاولة تقريب وجهات النظر بين الرئيسين.

لكن مصادر مطلعة على موقف حزب الله تؤكد ان الحزب قرر ألّا يتدخل في الخلاف لأنه لا يريد ان يضغط على الرئيس عون ولا على التيار، وفي الوقت ذاته لا يريد ان يكسر الرئيس الحريري، ولا ان يُحرج الرئيس نبيه برّي بما يؤثر على العلاقة بينهما. وهو حاول في مسعى ربما يتيم تحقيق التقارب لكنه إصطدم بموقف الرئيسين المتصلّب. وتشير المصادر إلى ان حزب الله يعتبر عدم تشكيل الحكومة خسارة للرئيسين وضرراً سيلحق بكلٍ منهما كما بكل البلد.

ما العمل للخروج من هذه المشكلة المعقدّة والمقفلة بالكامل كما يبدو؟

يقول متابعون للوضع اللبناني والإقليمي: انه يجب إنتظار ان يتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود سواء في ما يجري حولنا وفي العالم من محالات للتوصل إلى تسويات كبيرة، او ما يجري في الداخل من محاولات وراء الأضواء لحل الخلافات على قاعدة لا رضوخ من طرف لطرف ولا إنكسار لرئيس لمصلحة رئيس، وقد عبّر الحريري نفسه في كلمته امس عن بقاء باب الحوار مفتوحاً ولو مواربة بقوله: أنه  أعطى وسيُعطي فرصاً إضافية للحل. فمن هو الذي سيعمل من الداخل على تدوير الزوايا ويعالج ازمة الثقة الكبيرة بين الرئيسين؟