يسيطر الإنسداد على ملّف تشكيل الحكومة، فبعد «حرب الإلغاء» التي شهدتها الساحة السياسية خلال اليومين الماضيين بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية مشال عون، يبدو أن العراقيل آخذة بالاتساع.
وقالت مصادر، إن اللقاء الدزري، الذي جمع، أمس، خصوم وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، هو من بنات أفكار «صهر العهد» رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، الذي يحاول بشتى الطرق أن ينزع عن نفسه صفة المعرقل الأساسي لتشكيل الحكومة، من خلال استحضار «العقدة الدرزية» عبر المطالبة بتوسيع حجم الحكومة إلى عشرين وزيراً وضمها وزيراً درزياً غير محسوب على جنبلاط.
وخرج بيان عن اللقاء الذي جمع «المعارضة الدرزية» في دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان بحضور رئيس حزب «التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب، جاء فيه أنّ «التعدّي الحاصل، وبصورة علنية، على حقّ طائفة مؤسّسة للكيان اللبناني، من خلال الإجحاف في تمثيلها داخل الحكومة، حيث يتم خفض هذه النسبة إلى النصف في حكومة من 18 وزيراً، والتي يصرّ بعض المعنيين عليها، من خلال التحجّج بحكومة اختصاصيين، هي فعلياً لا تمت إلى مبدأ الاختصاص ولا إلى الميثاقية بصلة، بل نراها حكومة كيدية بامتياز تهدف إلى تحجيم الدروز عبر إلغاء التنوع السياسي الدرزي».
وثمن المجتمعون «عالياً موقف الرئيس عون ووقوفه إلى جانب هذا الحقّ مطالباً إيّاه بالاستمرار فيه والتشبّث بتطبيق الدستور».
على مستوى آخر، بدت لافتة الاتصالات الهاتفية التي أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع عدد من المسؤولين اللبنانيين لاسيما الحريري وجنبلاط، في ما فُهم منه محاولة جدية من موسكو للدخول على خطّ حلحلة التأليف ودعم المبادرة الفرنسية.
وكشفت مصادر متابعة، أمس، أن اتصالات إضافية سيجريها الجانب الروسي مع أفرقاء محليين آخرين، وحتّى يمكن إدراج عدد من نشاطات السفير الروسي في بيروت في هذا الإطار.
وأضافت: «موسكو تؤدي دوراً في اتّجاه الحلحلة لأنها قادرة على ممارسة الضغط على مختلف الأطراف». موضحة أنه «نتيجة اتصالاتها مع الدول المعنية بالشأن اللبناني والأطراف المحلية باتت الصورة واضحة لدى روسيا».