كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:
اشتدت غزارة الأمطار وسرعة الرياح بفعل تأثر لبنان بالعاصفة joyce التي وصلت عكار ومناطق الشمال فارتدت المناطق الجبلية الرداء الأبيض، في حين بلغت الثلوج الـ800 متر ووصلت سماكتها قرابة 40 سنتم في مناطق فنيدق وفي القموعة.
وفرضت العاصفة على السكان في الشمال الإقامة الجبرية في المنازل، حيث بدت حركة السير على الطرقات خفيفة جداً. وفيما يتوقّع استمرار الطقس العاصف حتى يوم غد الجمعة، تحولت الطرقات إلى برك ومستنقعات وفاض العديد من الأقنية على الطرقات العامة، فشكّلت ما يشبه البحيرات، وتعطل العديد من السيارات، كما تسببت غزارة الأمطار ووعورة الطرقات بعدد من حوادث السير. هذا واعتبر العديد من الطرقات الجبلية غير سالكة، لا سيما تلك التي تربط عكار بالهرمل، بينما عملت جرافات وزارة الأشغال واتحادات البلديات على فتح ما أمكن منها وجرف الثلوج المتراكمة، رغم الطقس العاصف.
إلى ذلك، تسببت العاصفة بأضرار كثيرة، إذ انهار حائط الدعم لمعهد البيرة الفني في عكار بطول حوالى 50 متراً وهو محاذٍ للطريق العام. أما في بلدة برقايل فقد انقطع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء بسبب سقوط شجرة كبيرة على الأعمدة الكهربائية، فعملت فرق الصيانة التابعة لشركة BUS على رفعها وإعادة وصل التيار الكهربائي. كما دخلت السيول العديد من المنازل في مناطق مختلفة، بينما اكتسحت بشكل أوسع خيم اللاجئين السوريين وحوّلتها إلى مستنقعات. وفي السياق نفسه، تبيّن بأن السيول غمرت المزروعات والعديد من البيوت البلاستيكية في منطقة سهل عكار، ويرجّح الأهالي والمزارعون أن تكون زراعاتهم قد تضررت بشكل كبير. وكانت السيول قد جرفت كل ما في طريقها من مواد بلاستيكية وأكياس نايلون وحجارة وأتربة، ورمت بها على الطرقات التي أقفلت جراء ما حملته الأمطار. كذلك أفاد الأهالي في العديد من القرى العكارية بانقطاع التيار الكهربائي بالكامل فيما بلغت الحرارة في بعض القرى والبلدات 3 درجات مئوية.
وفي مرافئ الصيد توقف العمل بالكامل سواء في المينا – طرابلس أو في مرفأي العبدة والعريضة. وكشفت العاصفة زيف البنى التحتية في مناطق الشمال واهتراءها، بانتظار مسح الهيئة العليا للإغاثة للأضرار التي خلّفتها العاصفة. هذا ويتخوف أهالي وسكان القرى القريبة من الأنهار من أي فيضان محتمل مع استمرار العاصفة، ما قد يلحق الضرر بمنازلهم.
