كتبت ماجدة عازار في صحيفة نداء الوطن:
من يراقب قناة الـ”او تي في” هذه الايام ونوعية عدد من ضيوفها، يظنّ نفسه لوهلة اولى انه يشاهد احدى قنوات المعارضة، وان المحطة لبست لبوساً مغايراً، لكن من يسمع اخبارها ومحاوريها يتأكد له سريعاً انه ذهب بعيداً في خياله. فالمحطة “البرتقالية”، يبدو انها بدأت تنتهج سياسة اعلامية جديدة، مع استضافتها شخصيات معروفة بخطها السياسي المناوئ لخط رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ما دفع بالبعض الى التساؤل هل بدأت الـ”او تي في”هي ايضاً تدور في فلك معارضة العهد و”التيار”؟ وهل تسللت تغييرات ما الى ادارتها، رئيساً وموظفين، على غرار ما يشهده قصر بعبدا اليوم بعد تعيين انطوان قسطنطين مستشاراً رئاسياً، وهو تعيين يرى فيه المستشار الخاص للرئيس عون سليم جريصاتي “قيمة مضافة للاعلام في القصر الجمهوري”.
لا شك في أن نوعية بعض ضيوف المحطة تثير الدهشة والاستغراب، وقد ذهب البعض الى وضع ما يجري في اطار توسيع بيكار المعارضة للعهد حتى من داخل صفوف “التيار”، لكن المعلومات المستقاة تؤكد لـ”نداء الوطن” ان لا مفاجأة او تبديل في الموضوع، ويقول القيمون عليها ان “سياسة المحطة تقوم على فتح المنبر امام جميع الآراء بغض النظر عن قساوة المضمون، علماً ان التزامها بخط رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر اكثر من واضح، ولا سيما في مقدمات نشرات الاخبار واستضافة اكبر عدد ممكن من نواب ومسؤولي التيار وحلفائه. فعلى سبيل المثال، استضافت المحطة الأربعاء النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، لكنها استضافت في الليلة السابقة وئام وهاب وفي اليوم نفسه ناجي حايك ومنصور فاضل وسيزار ابي خليل، ومعروف ان الاسمين الاخيرين على الاقل هما من اكثر المقربين من باسيل”.
ماذا يقول روي الهاشم؟
رئيس مجلس إدارة قناة الـOTV روي الهاشم يؤكد لـ”نداء الوطن” انه لا يتدخل في عملية اختيار الضيوف بل يترك الحرية المطلقة للصحافيين في المحطة، “علماً انني اتلقى الشتائم كثيراً ظلماً لكن اعرف ان الاعلامي يختار ضيفه للاضاءة على موضوع معين وانا لا اتدخل في عملهم فانا “بيزنس مان” ولم آتِ من القطاع الاعلامي بل من قطاع “البيزنس”. اسست هذه المؤسسة بناء على طلب من الرئيس ميشال عون وهو الأب الروحي لها وهي تلتزم بمبادئه، وقد عملتُ على ان تستمر وتبقى واوجدت لهم مساحة ليعبّروا من خلالها، صحيح ان غالبية الاعلاميين في المحطة منتسبون الى “التيار” ومعهم بطاقات لكن انا لا اتدخّل في عملهم”.
وأقرّ الهاشم بان “نسبة مشاهدة المحطة ارتفعت بعد تنويع الضيوف”. وقال: “اذا ما عملنا هيك بيصير بدي اشحد مصاري” لكن بالطريقة هذه ارتفعت نسبة المشاهدين والمشتركين، فالمحطة تعتاش من الاعلانات التي خفّت كثيراً اليوم، من الاشتراكات سواء في استراليا واميركا او عبر اليوتيوب وغوغل. فكلما ازدادت نسبة المشاهدة كلما ارتفعت نسبة المدخول لكي نستطيع الاستمرار، فاذا شئت تحويل الـ”او تي في” مديرية توجيه حزبية، اي الى صوت واحد ولون واحد، تخفّ نسبة المشاهدة”.
ويضيف: “اترك الحرية للاعلاميين فهم احرار في مصادرهم وشرطي الوحيد هو الا يفتروا على احد، فالمؤسسة ليست للتجريح والتحقير بحق احد وترك المجال لكل طرف ان يدافع عن نفسه”. وقال: “الاعلاميون يدركون انهم عندما يستضيفون شخصاً من جهة واحدة يصبح الحوار “مونولوج”. واكد الهاشم رداً على سؤال انه “حتى تكون المحطة ناطقة باسم باسيل حصرياً ولا تستضيف الا نواب “التيار” فيجب ان يموّلها باسيل وهو “ما معو مصاري” ليمولها، ولا احد يملك مالاً لتمويلها، واتحدى اليوم ان يقول اي شخص ان سياسياً ما يمولها، الـ”او تي في” “ماشية لحالها”، كنا نعتاش من قبل من الاعلانات واليوم من الاشتراكات”.
وختم “ما نقوم به عمل جبار فالمحطة مستمرة منذ الـ 2006 بتمويل ذاتي، ومقاطعة الاحزاب لنا نحاول خرقها عبر تنويع الضيوف”.