استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم في بكركي، النائبين السابقين أحمد فتفت وفارس سعيد.
وقال فتفت بعد اللقاء: “لقاؤنا مع البطريرك جاء للثناء على مواقفه وتبنيها المواقف تحضيرا لاجتماع موسع مشترك الاسبوع المقبل بالتنسيق بين “لقاء المبادرة الوطنية” و”لقاء سيدة الجبل” لدعم المواقف الوطنية التي تتجاوز اي اطار طائفي، وربما الرسالة مهمة اليوم في ظل هذا الجو بحيث يحاول البعض تطييف المسائل وتحقير الحقوق الى مستوى متدن جدا، لأن المطلوب توفير حقوق جميع اللبنانيين الخائفين من الوضع الاقتصادي والمالي والسياسي”.
أضاف:”تناولنا موضوع المؤتمر الدولي الذي طالب به البطريرك، وهذه النقطة مهمة عكس ما يدعي البعض انها محاولة استقواء من الخارج. إنما بالعكس هي محاولة لرفع الاستقواء الموجود حاليا لدى البعض، وللحفاظ على الاسس التي بني عليها هذا البلد. في وثيقة الوفاق الوطني الدستور اللبناني بحرفيته والقرارات الشرعية العربية والدولية بنيت على وثيقة الطائف. وهذا الموضوع شوه بالتنفيذ وتم الاستقواء عليه باستخدام السلاح وترهيب الناس، وبالتالي الرد عليه لا يكون الا بوحدة وطنية حقيقية وبالوقوف صفا واحدا بمواقف وطنية تطالب بالمؤتمر الدولي، وهو ليس للتدخل في شؤون لبنان، بل لحماية حقوق اللبنانيين وتطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني واحترامها والحفاظ عليها”.
وتابع: “أمس، تأكدنا للاسف اننا من دون تحقيق دولي لن نصل الى أي نتيجة في موضوع المرفأ، فقد دمرت العاصمة وسقط أكثر من مائتي قتيل و6000 جريح ووقعت أضرار هائلة. والبعض يقول لنا انتهى التحقيق وتبين لنا أننا لن نصل الى نتيجة لان الضغوط السياسية ستمنع الوصول الى نتيجة، وترهيب القضاء ومنع التشكيلات القضائية كلها نوع من الضغوط السياسية تمارس لعدم الوصول الى نتيجة”.
وقال: “أضيف أمس الاعتداء على حرية الاعلام ومحاولة تدجينه عبر لجنة الاعلام في مجلس النواب، وهذا المجلس دوره تشريعي للحفاظ على حرية الاعلام وحمايته، وليس لتخويفه وترهيبه ومنع بث بعض المحطات في مناطق معينة”.
وسأل: “هل الى هذا الحد نخاف من حرية الرأي، من الحقيقة، وبعدها ندعي اننا اقوياء ونصمد في وجه كل العالم؟”.
أضاف:”رسالتنا هي رسالة وحدة وطنية والدفاع عن المؤسسات التي حققت الجمهورية اللبنانية الثانية، والتي يجب ان نسعى الى ان تكون، كما يحب اللبنانيون جميعا، وفق حقوقهم من دون الاستثناء”.
وردا على سؤال، قال:”الوضع اليوم يتجاوز الانتخابات الرئاسية والنيابية وسبق لقوى 14 اذار ان كان لها لديها اكثرية في مجلس النواب ولم تستطع فعل شيء، وكان هناك استقواء لـ”حزب الله” واليوم بات الاستقواء أكبر، ويكفي “حزب الله” ان يكون لديه نائب او وزير ليفرض هيمنته بالتخويف وصولا الى الاغتيالات. ونحن في حاجة الى جرأة الموقف وسمعنا كلاما للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يستغرب فيه: “معقول يتهموننا بالاغتيالات!”. اقولها بكل صراحة: نعم، يا سيد حسن، انا اتهمك لسبب بسيط ويمكنك رفع هذه التهمة بأمور بسيطة: فليسلم الى القضاء قاتل الشهيد سامر حنا، والى القضاء الدولي سليم عياش الذي دين باغتيال رفيق الحريري، وعندها لا نقول انه ارهابي وقاتل. وما دام يحمي القتلة وصولا الى قتلة لقمان سليم وغيره من كل الطوائف، فهذا أكبر دليل عن سبب اتهام “حزب الله”. واذا اراد رفع التهمة فليرفعها بقراره”.
وردا على سؤال، قال:”الانتخابات ستؤدي الى النتيجة نفسها اذا لم يكن هناك تغيير جذري في المفاهيم السياسية وتوازنات اللعبة السياسية، فلا انتخابات رئاسية ولا انتخابات نيابية ستؤدي الى مكان.والمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ليست مبنية على اعادة انتخابه رئيسا، انما لأن كل هذه السلطة أصبحت فاشلة في ظل استقواء “حزب الله” على السياسة اللبنانية وادارة الدولة، واذا لم يرفع هذا الاستقواء، فلا نتيجة لكل ذلك”.
وهل التغيير ممكن بانتخابات نيابية مبكرة، رد بسؤال: “من سيجري انتخابات نيابية مبكرة؟ هناك طريقة واحدة: استقالة النواب. وهناك كلمة شهيرة للرئيس نبيه بري لو استقال 127 نائبا نجري انتخابات فرعية، اذا، لاقرار من مجلس النواب ولا احد يستطيع ان يحل هذا المجلس.
مطالبتنا باستقالة رئيس الجمهورية هي مطلب سياسي لاسقاط السلطة التي يهيمن عليها “حزب الله”.
وعن التخوف من التمديد لمجلس النواب، قال: “لعبة التمديد لعبة استمرار للوضع الحالي واهتراء. هل البلد يتحمل اكثر؟ واذا لم نجر انتخابات في وقتها يعني ندمر البلد كليا، ولا يمكن الذهاب الى انتخابات بأي قانون انتخابات والقانون الاخير ادى الى سيطرة “حزب الله” في مجلس النواب تحت عناوين مختلفة، ويجب ان يكون لدينا قانون انتخابات يسمح لكل قوى المجتمع المدني ان تتمثل تمثيلا صحيحا على مستوى المحافظات دوائر كبيرة لانجاز تغيير حقيقي في البلد”.
وعن الهجمة على البطريرك الراعي نتيجة مطالبته بمؤتمر دولي، قال فتفت: “اعتقد ان هذه الهجمة كان لها مردود معاكس وادت الى تثبيت مرجعية هذا الصرح من الناحية الوطنية. وزيارتنا اكدت ان هذا الصرح عابر للطوائف وموقع وطني يجب ان ندافع عنه. وغبطة البطريرك يخوض معركة اساسية واضحة وصريحة ويجتمع حوله كل الاطراف السياسيين والطوائف، وبالتالي محاولة التخويف غير مفيدة والاغتيالات لم تؤد الا الى صفر خوف. وحسن نصرالله و”حزب الله” يستقويان من طرف واحد على البلد بأجمعه. وكل دعوة اخرى تشبه دعوته في 6 ايار عندما قال: “السلاح يحمي السلاح”. واليوم يقول لنا اذا ذهبتم الى مؤتمر دولي أشن حربا اهلية، هل هناك تهديد او استقواء اكثر من ذلك؟”.
بدوره، قال سعيد: “جئنا لدعم هذا الصرح الذي يجمع كل اللبنانيين ولبنان. ان هذا الصرح ليس للمواجهة مع اي فريق آخر، واي تباين بيننا وبين اي فريق سنقوله خارج هذا الصرح. وبكل شجاعة، الاجتماع الذي قال عنه الدكتور فتفت هو للتحضير للقاء الاسبوع المقبل بين “لقاء سيدة الجبل” و”المبادرة الوطنية” ومجموعة واسعة من قادة الرأي من سياسيين ومثقفين واعلاميين من كل الطوائف والمناطق اللبنانية للحضور الى بكركي وتأكيد دعم الشعب اللبناني بكل فئاته لموقف سيدنا البطريرك الذي يمثل ما يمثله في ضمير اللبنانيين والمنطقة”.
أضاف:” هذا الصرح انطلقت منه فكرة الدولة والاستقلال ولبنان الميثاق والدستور عام 1989 ونداء مجلس المطارنة عام 2000. وقد أتينا انا والنائب السابق احمد فتفت لنعلن ان هذا الصرح لا يمثل فقط العمق الماروني او المسيحي، انما العمق الوطني العابر للطوائف، الجامع لجميع اللبنانيين، وسنأتي الاسبوع المقبل لدعم مواقف البطريرك”.
وردا على سؤال، قال: “لست مع انتخابات نيابية مبكرة، إنما مع انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن هذا الموضوع نتكلم عنه وفق سلم اولويات وخارج هذا الصرح”.
وأوضح ان “بيانا سياسيا مكتوبا سيصدر الاسبوع المقبل عقب الاجتماع برئاسة البطريرك يمثل “لقاء المبادرة الوطنية” و”لقاء سيدة الجيل” وكل الشخصيات الحاضرة.
واستقبل البطريرك الراعي المدير العام لأمن الدولة اللواء الركن طوني صليبا.