كتبت صحيفة العرب اللندنية:
أشارت مصادر سياسية لبنانية إلى أنّ “الجولات التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري، والتي شملت إلى الآن دولا عربية وتركيا وفرنسا، تستهدف تأكيد أن لبنان ليس معزولا كلّيا وأن سعد الحريري نفسه لا يزال يمتلك رصيدا عربيا وأوروبيا”.
ورأت هذه المصادر أن “السؤال المطروح في لبنان حاليا هل يريد رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل (رئيس التيّار الوطني الحرّ) تسهيل تشكيل حكومة أم أنّ هدفهما الحقيقي دفع سعد الحريري إلى الاعتذار عن عدم تمكّنه من تشكيل حكومة على أن تحل مكانه شخصية سنّية أخرى”.
وذكرت هذه المصادر السياسية أن “عون وباسيل يريدان رئيسا للحكومة يكون نسخة أخرى عن حسّان دياب رئيس الحكومة المستقيلة”.
وأوضحت أن” الهدف الآخر من الجولات التي يقوم بها الحريري هو السعي إلى الحصول على دعم خارجي يساعد في تشكيل حكومة لبنانية من أجل توفير الأجواء التي تسمح بالحصول على مساعدات لبلد دخل مرحلة الانهيار”.
ولاحظت هذه المصادر أن “زيارات الحريري التي شملت دولة الإمارات العربيّة المتحدة وتركيا ومصر وقطر وفرنسا، والتي قد تشمل العراق قريبا، أثارت حفيظة رئيس الجمهورية ميشال عون وانزعاجه في وقت لا يجد من يستقبله خارج لبنان”.
ودفع ذلك عون وصهره باسيل إلى “إرسال رجل أعمال قريب منهما يدعى أمل أبوزيد يتعاطى في شؤون النفط والغاز إلى موسكو للقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في محاولة واضحة لإظهار أنّه ما زال يمتلك قنوات مع إحدى الدول الكبرى. وبالفعل استقبل بوغدانوف مبعوث عون لكن نائب وزير الخارجية الروسي سارع بعد ذلك إلى الاتصال بالحريري لتأكيد دعم روسيا لتشكيل حكومة لبنانية برئاسته”.
ولم يخف رئيس الجمهورية انزعاجه من جولات سعد الحريري، إذ تساءل بشكل علني، وفي لقاءات علنية، عمّا يفعله رئيس الوزراء المكلّف في الخارج بدل الانكباب على تشكيل حكومة. وجاء انزعاج عون على الرغم من أن الحريري قدّم له لائحة كاملة بأسماء أعضاء الحكومة تضمّ أشخاصا اقترح رئيس الجمهورية بنفسه أن يكونوا في الحكومة.
والتقى رئيس الوزراء اللبناني المكلّف الذي يبذل منذ ما يزيد على ستة أشهر جهودا لتشكيل حكومة بمواصفات حددتها المبادرة الفرنسية كلا من الشيخ محمد بن زايد وليّ عهد أبوظبي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكشفت المصادر السياسية اللبنانية “ألا موعد إلى الآن، لزيارة يقوم بها سعد الحريري إلى المملكة العربيّة السعودية، علما أن اتصالا جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمير محمّد بن سلمان وليّ العهد السعودي للبحث في توفير دعم للبنان، لكنّ الرئيس الفرنسي لم يلق في ذلك الاتصال تجاوبا من وليّ العهد السعودي”.
ووصفت أوساط قريبة من الحريري أجواء اللقاء مع ماكرون في عشاء اقتصر عليهما استمرّ ساعتين في قصر الإليزيه بـ”الممتازة”.
وذكرت المصادر السياسية اللبنانية أنّ الحريري استطاع توفير دعم لموقفه القائم على تشكيل حكومة من 18 وزيرا لا ثلث معطلا فيها وأن تضمّ “اختصاصيين”، أي ألّا يكون فيها أيّ وزير حزبي.