“الحل في لبنان أن نكون في محور المقاومة الذي ترعاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمشروع المركزي فيه مواجهة المحور الأميركي- الإسرائيلي، على أن أبرز قضايا المواجهة فيه هو تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الإسرائيلي” نعيم قاسم- مؤتمر “متحدون ضد التطبيع”- 20 شباط 2021.
ويأتي السيد حسن نصرالله ليحدثنا عن رفض التدويل!
من أرسل موفده ليجلس مع الرئيس إيمانويل ماكرون وأعلن دعمه للمبادرة الفرنسية، ومن أرسل وفداً من مسؤولي حزبه إلى الدوحة وفاوض برعاية عربية ودولية للتوصل إلى اتفاق الدوحة، ومن أرسل وفداً من مسؤولي حزبه إلى مؤتمر سان كلو في فرنسا للبحث في القضايا اللبنانية، ولن أذكر المؤتمرات المالية في باريس ولا اتفاق الطائف وغيرها وغيرها من المحطات، والأهم أن من يأتي نائبه ليدعونا إلى الانخراط في المحور الإيراني… يأتي اليوم ليحدثنا عن رفض التدويل والتدخل الدولي في لبنان.
أتدركون السبب؟ السبب الوحيد ببساطة هو أن “حزب الله” يرفض التدويل اليوم لأنو بات يعتبر أنه يسيطر على كل مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها وبالتالي لا يريد المساومة مع أحد على سيطرته، كما أن الحزب يدرك أن أي بحث دولي في الملف اللبناني اليوم يعني حكماً البحث في حلّ أزمة سلاحه وهو ما يرفضه “حزب الله” بالكامل.
وإذا كان موقف “حزب الله” الذي يحافظ على “مكتسباته” بالسيطرة على لبنان وإلحاقه بالمحور الإيراني، فما ليس مفهوماً هو تقاعس من يعتبرون أنفسهم في الخط المواجه لمشروع الحزب عن الانتقال إلى موقع الفعل عبر الالتفاف حول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في المطالبة بتدويل الأزمة اللبنانية وتحييد لبنان عن الصراعات.
لا ينفع بعد اليوم أي كلام عن “ربط نزاع” مع “حزب الله” ولا عن مكافحة الفساد بالتعاون معه، كما لن تنفع أي تبريرات لتجنّب خوض مواجهة سياسية شاملة.
المطلوب اليوم هو المجاهرة علنا بالمطالبة بعقد مؤتمر دولي من أجل حلّ الأزمة اللبنانية بدءًا من الانتهاء من سلاح “حزب الله” وصولاً إلى تنفيذ تغيير جذري يتعلق بالإصلاح الشامل.
المطلوب اليوم، ومن دون المواربة، رفض الوصاية الإيرانية وطلب تدخل دولي- أممي لإنقاذ لبنان، عوض الاستمرار بسياسة مهادنة الحزب الذي يقضم البلد تدريجياً وعلى كل المستويات.
المطلوب اليوم إعادة تشكيل جبهة سيادية- شعبية تلتف حول بكركي وسيدها وترسل وفوداً إلى الخارج للضغط من أجل تدخل دولي ينتشلنا من جهنم التي نعيشها، ولا خلاص لنا إلا باستعادة السيادة أولاً والانتهاء من زمن السلاح خارج الدولة.
أي حديث عن تشكيل حكومة وبحث الحصص فيها، كما أي حديث عن إصلاحات لمحاولة الحصول على مساعدات خارجية في ظل سلاح “حزب الله” يشكل استنزافاً خطيراً لإرادة اللبنانيين بالصمود ولرغبة أي من أصدقاء لبنان العرب والدوليين في تقديم مساعدة فعلية.
فلنعترف جميعاً أن المارونية السياسية سقطت مع سقوط الجمهورية الأولى، وأن “الطائف” سقط مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولنعترف أن اتفاق الدوحة أحكم سيطرة الشيعية السياسية التي أوصلت لبنان إلى العزل والانهيار. وبالتالي لا مفرّ اليوم من مؤتمر دولي جديد يعيد صياغة أسس لبنان على قاعدة التوازن الوطني القائم على احترام الانسان والتنوّع والحريات وسيادة مفهوم الدولة، بعدما فشلت كل محاولات الهيمنة الطائفية والميليشيوية
لا حل ممكناً خارج التدويل لتمكين لبنان من تأمين توازن في مواجهة الهيمنة الإيرانية، من أجل تأمين تحرير لبنان على كل المستويات، تمهيداً للبدء بورشة إنقاذه مالياً واقتصادياً واجتماعياً، وتحييده عن كل الصراعات.
إلتفّوا بقوة وحزم حول بكركي التي لا مصلحة لها، كما دائماً وعبر تاريخها، غير استعادة لبنان وطناً للحريات والتنوع والانفتاح لجيع أبنائه. وليكن الشعار اليوم نعم لمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل إنقاذ لبنان.