رأى النائب السابق د.فارس سعيد، ان الوزير السابق جبران باسيل، أراد في كلمته المتلفزة يوم الأحد الفائت، توجيه رسالتين أساسيتين، الاولى وهمية، ومفادها تنبيه المسيحيين في لبنان من انهم يتعرضون لهجوم اسلامي قوامه بري والحريري وجنبلاط، وعليهم بالتالي اي المسيحيين ليس فقط التصدي لهذا الهجوم اذا ما أرادوا الحفاظ على مواقعهم في المعادلة السياسية، انما ايضا مساندة رئيس الجمهورية ومن خلفه التيار الباسيلي في مجابهة هذا الثلاثي الالغائي، ودعم تأييدهما غير المشروط لسلاح حزب الله، والثانية واقعية ومفادها مطالبة الاخير بإيصاله الى سدة الرئاسة لان بسببه فرض عليه الاميركيون عقوبات قاسية ما كانت في الحسبان العوني.
وعليه، أوضح سعيد في تصريح لـ «الأنباء»، ان مصلحة المسيحيين تكمن في العيش المشترك، وتطبيق كامل وثيقة الوفاق الوطني، وليس بالخلافات الوهمية مع المسلمين، فاتفاق الطائف لا يعني فقط وقف اطلاق النار بين حزبين، انما هو اتفاق الخيار على وحدة الشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين، علما ان اتفاق الطائف، اصبح مهددا بفعل خيارات التيار العوني وأجندة حزب الله الايرانية، لذلك، فان كل القوى السياسية التي قدمت التضحيات من اجل ولادة هذا الاتفاق، مدعوة اليوم للدفاع عنه وحمايته بكل الوسائل المشروعة قانونا، وذلك انطلاقا من كونه اتفاق الخيار وليس الضرورة.
من هنا، يعتبر سعيد ان مواقف البطريرك الراعي تمثل توجهاته وتوجهات كل الغيارى على العيش المشترك في لبنان، خصوصا لجهة مطالبته بمؤتمر دولي لحماية الدستور اللبناني، ووثيقة الوفاق الوطني في الطائف، معتبرا من جهة ثانية، أن حزب الله «ما بيطلعلو يخون بكركي»، خصوصا ان لها ما لها من دور رئيسي وطليعي في انجاز دولة لبنان الكبير في العام 1920، والاستقلال الأول في العام 1943، واتفاق الطائف في العام 1989، والاستقلال الثاني من خلال نداء المطارنة الموارنة في العام 2000، وما على حزب الله في المقابل، سوى ان يخبر اللبنانيين عما له من انجازات غير وهمية.
وردا على سؤال، لفت سعيد الى ان حزب الله يقرأ السياسة من الخارج الى الداخل، فيما السياديون يقرأونها من الداخل الى الخارج، ويعلم اكثر من سواه ان المحادثات الاميركية-الايرانية انطلقت، وستؤدي الى نتائج ترعبه الا وهي ان يبيعه الايرانيون ويجعلوا منه «كبش محرقة» في اتفاقهم مع الجانب الاميركي، لذلك يحاول حزب الله اليوم، تشديد قبضته على القرار التنفيذي في لبنان، وانتزاع ضمانات وبوالص تأمين لبنانية داخلية، والضغط باتجاه تعديلات دستورية لصالحه، وذلك كخطوة استباقية لتطويق ما قد ينتج عن المحادثات بين طهران وواشنطن.
وختم سعيد محذرا من نهاية عهد دون حكومة أصيلة ومستقلة، ومن انهيار الوضع المسيحي ما لم يتلقف المسيحيون مخاطر نظرية باسيل عون – نصرالله، التي هي نظرية تحالف الأقليات ونسف اتفاق الطائف.