ألقى برنامج “ستون دقيقة” الذي تبثه محطة “سي بي أس” الضوء على نحو 900 ألف وثيقة رسمية كشفت سلسلة جرائم التعذيب والقتل والاختفاء القسري نفذها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وتدين الوثائق التي تحققت منها وأرشفتها لجنة العدل والمساءلة الدولية، والتي يقودها ستيفن راب، متخصص شؤون العدالة الجنائية الدولية، الأسد ونظامه، في جرائم بعضها يصل إلى حد الإبادة لشعبه، مثلما حصل في 2013 عندما سمح للجيش السوري بقصف أحياء سكنية بغاز الأعصاب المحرم دوليا وقتل حينها قرابة 1400 شخصا من الرجال والنساء وحتى الأطفال.
وتضم الأدلة التي أمضت اللجنة سنوات في أرشفتها صورا ووثائق ومراسلات بين فروع الاستخبارات ولجنة أمنية، كان قد شكلها الأسد لقمع التظاهرات، والتي كانت تعرف باسم “خلية إدارة الأزمة المركزية”.
وقام الأسد شخصيا بتعيين أعضاء “خلية إدارة الأزمة المركزية”، بمن فيهم ماهر الأسد ورؤساء عدة فروع استخباراتية، وتظهر الوثائق نوعا من الهوس بالتنسيق بين الوكالات، إذ كانت تمرر معلومات مفصلة عبر سلاسل القيادة الاستخباراتية من أعلى الرتب إلى أدناها.
ويشير راب أثناء مقابلته في برنامج “ستون دقيقة” أن الأسد، كان يشرف بشكل مباشر على تنظيم سياسات القمع والتحقيق والتعذيب، مستدلا بذلك على وجود اسم الأسد في العديد من الوثائق والتقارير الموثقة.
ودعا إلى ضرورة محاسبة الأسد ونظامه، حتى لا تبقى جرائم التعذيب والقتل من دون عقاب للمتسببين أو المنظمين لها، مؤكدا انه متفائل باحتمالية نجاح محاكمة الأسد خاصة في ظل توفر دلائل ووثائق مؤكدة تظهر النظام على حقيقته.
وخلال اللقاء الذي شارك فيه “قيصر” الذي كان يعمل مصورا عسكريا لنحو 13 عاما، قال إن مهمته، منذ عام 2011، تركزت على تصوير جثث اللذين قتلوا جراء التعذيب في فروع المخابرات المختلفة، حيث ستجد أن بعضهم مات مصعوقا بالكهرباء، أو الأسلحة البيضاء مثل السكاكين وكوابل حديدية.
وكشف قيصر كيف أنه استطاع نقل الصور التي التقطها لصديق له “سامي” وهو اسم مستعار، والذي كان يحفظ الصور على معدات تخزين.
واشارت الصور كيف أن نظام الأسد لم يكن مهتما بالتعريف بأسماء القتلى، حيث كانت توضع عليهم ثلاثة أرقام، تكشف رقم المعتقل، وفرع المخابرات الذي مات فيه، ورقم تسلسلي يتعلق بتعداد الجثث.
ونقل تقرير برنامج “ستون دقيقة” شهادات من أشخاص تعرضوا للتعذيب، حيث قال أحدهم إنه رغم الجحيم الذي كان فيه خلال التعذيب، إلا أنه كان يعتصر ألما على صراخ طفل لا يتجاوز عمره 13 عاما، ينادي على والدته بعدما سُكب الماء الساخن عليه.
وأظهرت الوثائق أن الأسد لم يفرق بين مستشفى أو مدرسة أو مناطق مدنيين، كلها كانت أهداف لدمشق وحليفتها موسكو التي استهدفت هذه المناطق بالقصف الجوي، ناهيك عن استخدام الإمدادات الطبية والغذائية كسلاح في الحرب السورية، حيث كان نظام بشار يمنع وصول الإمدادات الهامة لخارج مناطق النظام.