كتبت رندة تقي الدين في صحيفة نداء الوطن:
كشفت مصادر فرنسية رفيعة لـ”نداء الوطن” عن أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المملكة العربية السعودية ودولتي الامارات وقطر “نهاية شهر آذار المقبل”، ما لم يطرأ أي تعديل قسري في مواعيد الزيارة ربطاً بحالة تفاقم وضع “كورونا” في فرنسا، حيث تشهد مدينة نيس والشاطئ الأزرق تزايداً سريعاً في وتيرة الإصابات ما استدعى فرض حظر جزئي هناك، الأمر الذي يجعل من الصعب إعطاء موعد دقيق للزيارة تحسباً لفرضية تفاقم الوضع الوبائي أكثر على مستوى البلد.
وترتدي زيارة ماكرون إلى السعودية طابعاً سياسياً مهماً نظراً للعلاقات القديمة والتاريخية بين البلدين، ويبدي الرئيس الفرنسي عزمه على دفع العلاقات الثنائية قدماً بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث لفرنسا دور مهم في المجال الثقافي في المشاركة في بناء وإقامة منطقة العلا.
أما على الصعيد السياسي، فيرغب الرئيس الفرنسي في تناول مواضيع عدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفي طليعتها إقناع السعودية بضرورة مساعدة لبنان ومحاولة إقناع ولي العهد بأهمية عدم تخلي المملكة عن دعم هذا البلد، في حين سيتمحور الموضوع المهم الآخر حول الملف الايراني وتدخلات طهران في المنطقة، وسياسة أوروبا إزاء الملف النووي على ضوء تغيير الإدارة الاميركية مع انتخاب الرئيس جو بايدن، فضلاً عن مواضيع حيوية أخرى تتصل بالملف اليمني وقضية السلام في الشرق الاوسط على ضوء التغيّرات التي حدثت في الخليج، مع إقامة الامارات العربية ودول خليجية أخرى علاقات مع اسرائيل.
وفي الشق “اللبناني” من الزيارة، تعوّل فرنسا باهتمام كبير على زيارة ماكرون للسعودية حيث سيحضر ملف لبنان بقوة على طاولة المحادثات، علماً أن باريس مستاءة جداً من الطبقة السياسية اللبنانية لأنها لم تلتزم بعد تشكيل الحكومة، وتعبر بشكل خاص عن استيائها من الخلافات الداخلية التي تعيق التأليف، في وقت ترى فيه وجوب منح الاولوية الآن لتجاوز هذه الخلافات العقيمة وتشكيل حكومة تقوم بالإصلاح في أسرع وقت.
ورغم إعراب الأوساط المعنية في باريس عن الاستياء الكبير من عدم مسؤولية الطبقة السياسية التي تتأخر وتعيق تشكيل الحكومة الإنقاذية للبلد، تؤكد باريس مراراً وتكراراً أنّ تحرك الرئيس الفرنسي لإنقاذ لبنان ما زال قائماً وملحاً والضغوطات على الجهات المعطلة مستمرة.