كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
أعماله الفنية تخطّت حدود الوطن. «ريّس الأغنية» كما وصفه البعض، لمع نجمه في برنامج الهواة «سوبر ستار» لينطلق بعدها الى عالم النجومية. أطلق أخيراً أغنية «كرمال اللي بتحبّن» (كلمات نزار فرنسيس، ألحان وتوزيع ميشال فاضل) للتوعية على مخاطر جائحة كورونا. «نداء الوطن» التقت الفنان ملحم زين في لقاء عفوي وصريح.
غنيت لكورونا أخيراً فما هي الدروس التي تعلّمتها منها؟
نبّهتنا الجائحة الى أهمية الحياة وقيمة الصحة. فنحن نستسهل الأمور ونعيش نمطاً سريعاً لمواكبة التغيّرات. أوقفت جائحة كورونا عجلة الحياة وجعلتنا نأخذ نفساً عميقاً، فننظر حولنا ونحصي النعم التي منّ بها الله علينا. تقصدتُ الإبتعاد عن الناس في هذه الفترة لحماية نفسي وعائلتي من هذا الوباء المؤذي، إذ يبقى الهدف الرئيس عدم تعريض والديّ أو أهل زوجتي وحتى عائلتي للإصابة بكورونا. عائلتي أعزّ الناس على قلبي، هبة من الله أتعلم منها فهم مغزى الحياة وعدم التلهي بالقشور. هي سندي ودافعي للاستمرار رغم العقبات والمصاعب ومرجعيّتي الثابتة في عالمٍ متقلّب.
عملك الفني الأخير يتناول الجائحة؟
قدّمتُ هذا المشروع بطلب ومباركة من اللجنة اللّبنانية للكورونا، رئاسة مجلس الوزراء والوزارات المعنية. أما هدف الأغنية فتوعويّ بامتياز فقد تقصدتُ تقديم مقطع مصوّر صادم للمشاهد كي يدرك حجم المشكلة الخطيرة التي تحيط به.
وماذا عما أصابك في انفجار بيروت ولماذا مقلّ في الكلام بشأن المسألة؟
أثّر إنفجار بيروت فيّ كثيراً. حزنت لمشاهد الدمار والخراب وسقوط ضحايا وجرحى. مدينة الحياة أضحت فارغة، باردة ومجرّدة من علامات الفرح والسعادة. تضرّر بيتي في الإنفجار، لكن من السخيف تناول موضوع كهذا بوجود شهداء وجرحى. خسرت وجه بيروت الذي عهدتُه منذ صباي. عاصمتي غرقت في الدمار والركام. حاولوا “تعتيم” بيروت لكنني واثق أنها ستقوم مجدداً من تحت الردم.
هل من جديد لك فنيّا؟
أنا بصدد تحضير “ميني ألبوم” آمل أن ينال استحسان الجمهور. لكنني سأغيب عن الحفلات فترة ريثما تعود الحياة الى طبيعتها ونتخطّى الجائحة.
وكيف ترى وضع البلد الحالي وهل تفكّر بالهجرة؟
يغرق بلدنا في الفساد. لكنني مؤمن بأن الأمل موجود، بالرغم من تداعيات الإنفجار وتأثيراته السلبية، بفضل إرادة لبنانية صادقة وتضامن الشعب لبناء الوطن. عائلتي وأنا ثابتون في هذه الأرض ولن نهاجر أبداً. لمن سنترك وطن أجدادنا إن تركناه وغبنا عنه؟
ما الذي تتمنّاه للبنانيين في هذه الأوضاع الصعبة؟
أتمنى لهم الصحة أولاً، فهي كنز لا يفنى وأرجو أن تمرّ هذه الأزمة على خير فيتخطوا الظروف الصحية والاقتصادية والمالية الصعبة التي يتخبّط فيها لبنان.
مع أو ضدّ برامج الهواة؟
من حسنات هذه البرامج انها تعرّف الجمهور المحلي والعربي الى الهاوي بفضل الظهـور التلفزيوني الأسبوعي. لكنّ سيئاتها في عدم متابعة المشترك رابحاً كان أم خاسراً في غياب شركات الإنتاج.
من تتابع فنياً؟
أستمع دوماً الى أغاني محمد عبد الوهاب، ناظم الغزالي، ووديع الصافي. كذلك يلفتني صوت وأداء كاظم الساهر وحسين الجسمي.
أغنية تؤثر فيك؟
أغنيتان تؤثّران فيّ كلّما سمعتهما: “مين عذّبك” لعبد الوهاب و”أنا وليلى” لكاظم الساهر.
سرّ نجوميتك؟
أنا طبيعي، عفوي، قريب من الناس وأقدّم أعمالي الفنيــــة “من كل قلبي”.
مثالك الأعلى؟
والدي. علّمني القيم التي ينبغي أن أعيشها يومياً وأحرص على نقلها لأولادي.
حكمتك في الحياة؟
القناعة والصدق صفتان أساسيتان أحاول اعتمادهما في مواقف حياتي كافة.
كتاب قرأته غيّر حياتك؟
أنا قارئ نهم. أستمتع بكتب الفلسفة والدين والتاريخ.
متى تعتزل الفن؟
لن أعتزل الفن الّا إذا تعب صوتي ومصرّ على متابعة رسالتي الفنية وتقديم الأفضل للجمهور العربي.