برزت أمس رسالة دعم أممية لطروحات البطريرك الماروني بشارة الراعي السيادية حملتها القائمة بأعمال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي إلى بكركي، حيث تباحثت مع الراعي “في مستجدات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة وتأثيرها على الشعب اللبناني، واستمعت إلى طرحه وآرائه بشأن عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان”، وفق ما جاء في بيان مركز الإعلام في الامم المتحدة.
ونوّه البيان بأنّ رشدي جددت للبطريرك الماروني “دعم الأمم المتحدة الطويل الأمد والمستمر للبنان بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين”، مشدداً على أنّ “الأمم المتحدة تأمل أن يعطي قادة لبنان الأولوية للمصلحة الوطنية اللبنانية وأن يتجاوزوا بسرعة خلافاتهم لتشكيل حكومة جديدة، لمعالجة التحديات العديدة في البلاد وتلبية تطلعات الشعب اللبناني وتطبيق الإصلاحات اللازمة”، مع التأكيد على “التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان واستقراره واستقلاله السياسي وسيادته”.
وفي المقابل، يبدو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عازماً على رفع سقف التحدي في مواجهة طروحات بكركي الوطنية، التي لا تتقاطع مع تطلعات العهد العوني عموماً وتطلعات باسيل السياسية والشخصية. وفي هذا السياق، غداة تعمّده في إطلالته المتلفزة الأخيرة تهميش مبادرة البطريرك الراعي ونداءاته إلى الأمم المتحدة لرعاية عقد مؤتمر دولي، يرعى حلاً لبنانياً حافظاً للكيان والهوية والدستور في البلد، بادر باسيل أمس إلى إرسال “مذكرة” إلى البابا فرنسيس عبر السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سپيتاري، حملها إليه النائب سيزار أبي خليل والوزير السابق منصور بطيش أمس.
وإذ تكتم الوفد الثنائي عن مضمون مذكرة باسيل إلى البابا واكتفى بالتطرق إلى عناوين بالعموميات تتعلق بالوجود المسيحي ودوره في الشرق، حاولت “نداء الوطن” تقصي ما تضمنته المذكرة، غير أنّ أوساط ميرنا الشالوحي رفضت الإفصاح عما حملته إلى الحبر الأعظم، مكتفيةً بالإشارة في معرض المزاح إلى أنّ الرسالة مكتوبة “بالحبر السري” ومحتواها أصبح في عهدة الحاضرة الفاتيكانية.