كتبت جنى جبّور في “نداء الوطن”:
ليس غريباً أن تتراجع نسب الانجاب في بلد تعصف به المشاكل من كل حدبٍ وصوب، ما يفسر تحوّل “تجميد البويضات” الى خيار جذاب بشكل متزايد بالنسبة الى اللبنانيات. وإذا كنت تفكرين في تجميد بويضاتك، من المرجح أنك ترغبين في معرفة احتمالات الحمل لديك قبل المحاولة. أصبح هذا الخيار اليوم متوافراً بواسطة آلة حاسبة افتراضية طوّرها الطبيب اللبناني حسام عبد الرضا.
يتطلع كثير من النساء الى تمديد سنوات الانجاب، وإيقاف الساعة البيولوجية للبويضة وزيادة فرص الانجاب لاحقاً. وتختلف الاسباب الكامنة وراء هذا القرار، فثمة من تواجه مشاكل صحية تجعلها عرضةً لعلاج كيماوي يؤثر بشكل كبير على مخزون المبيض، ومن ثم القدرة على الإنجاب، وثمة من تقوم بذلك لأسباب اجتماعية واقتصادية.
تطبيق “O-Cal”
أما في لبنان فقد ارتفع الطلب على التجميد بشكل كبير في الفترة الأخيرة بحسب الدكتور حسام عبد الرضا، الاختصاصي في تقنيات حفظ الخصوبة، علاج ضعف الخصوبة والتقنيات المساعدة على الحمل، والجراحة النسائية والتوليد ويقول: “تؤمن هذه الخطوة الراحة النفسية للمرأة. هذا ما دفعني الى ابتكار تقنية جديدة في لبنان والعالم العربي اسمها “O-Cal”، وهي عبارة عن آلة حاسبة افتراضية صممت بناءً على دراسات عالمية ونتيجة التجارب في الجمعية اللبنانية للتوليد، تسمح لكل سيدة بالإطلاع على نسبة احتمال نجاح الانجاب لديها بعد تجميد البويضات، وبالتالي معرفة ما ينتظرها بشكل علمي بعيداً من التفاؤل أو التشاؤم”.
معلومات بسيطة
من حق المرأة طبعاً الاطلاع على تفاصيل إمكان الحمل عند استعدادها لذلك. فهل الـ”O-Cal” متاحة للجميع وكيف تستعمل؟ يجيب د. عبد الرضا: “بالطبع، يمكن لأي امرأة تجربتها عبر زيارة موقع “www.o-cal.com” مجاناً وادخال المعلومات المطلوبة منها مثل تحديد عمرها وعدد البويضات المجمدة أو التي تنوي تجميدها (يمكنها معرفة ذلك بعد استشارة الطبيب). ثم تحسب الآلة عدد الأولاد الذين يمكن أن تنجبهم السيدة، وفق ما قدمته من معلومات. وبالتالي، يمكن القول إنّ أهمية هذا التطبيق تكمن في معرفة النتائج قبل اللجوء الى التلقيح الاصطناعي. وهناك عدد كبير من السيدات المتقدمات في العمر اللواتي يبدلن الرأي بعد معرفتهن أن نسب الانجاب لديهن منخفضة جدّاً، فيبتعدن عن التلقيح ومحاولات الانجاب الفاشلة”.
اجراء آمن لمريضات السرطان
وفي حال قررت المرأة السير بهذه التقنية هل يعتبر هذا الاجراء آمناً؟ يشير د. عبد الرضا الى أنّ المسألة بسيطة جدّاً ويفسّر: “نَصف للمريضة علاجاً هورمونياً بعد اليوم الثاني من الدورة الشهرية لمدّة 10 ايام حيث يراقب طبيبها حال البويضات في هذه الفترة على أن يستخرجها بطريقة بسيطة تحت التخدير الموضعي في العيادة. بعدها، تغادر المريضة الى منزلها وتكمل حياتها بشكل طبيعي. ويتم تخزين البويضات المستخرجة بعد تجميدها بواسطة سائلٍ من النيتروجين لمدّة سنة أو 10 سنوات أو أكثر. وعندما تستعدّ المرأة وزوجها للانجاب، يتم تخصيب البويضات خارج الجسم وتنقل الى الرحم كأجنة”. ويتابع مؤكّداً :”العملية آمنة وغير محفوفة بالمخاطر، وأشجع صغار السنّ المصابات بالسرطان على تجميد بويضاتهن بعد استشارة الطبيب للحفاظ على قدراتهن الانجابية”.