كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
يحظى الملح بسُمعة سيّئة، ولكنّ الصوديوم معدن أساسي جداً للجسم. فهذا الإلكتروليت ضروريّ للحفاظ على توازن السوائل، ونقل الإشارات العصبية، ودعم تقلّصات العضلات المناسبة. ولكن كيف يمكن معرفة إذا كنتم تُفرطون في الملح؟
في حين أنّ الجسم يحتاج إلى جرعة كافية من الصوديوم للقيام بالوظائف المذكورة، إلّا أنّ استهلاك جرعة عالية منه في النظام الغذائي قد يُدمّر الصحّة.
تعرّفوا اليوم إلى 4 علامات مرتبطة بكثرة تناول الملح، وفق خبراء موقع «Livestrong»:
العطش طوال الوقت
من المعلوم أنّ استهلاك الأطعمة المالحة يولّد الشعور بالعطش، لكن هل تُدركون السبب؟ في الواقع، عندما يبدأ تركيز الدم في الارتفاع نتيجة زيادة المواد المُذابة، مثل الصوديوم، يبدأ الدماغ والكليتان في العمل على استعادة التوازن.
وعلى سبيل المِثال، قد يتمّ تنشيط الهورمون المُضاد لإدرار البول كي يتمكن الجسم من الاحتفاظ بالسوائل التي تساعد على تخفيف ارتفاع الصوديوم. كذلك يمكن أن تنطلق الإشارات العصبية لتعزيز الإحساس بالعطش، إستناداً إلى دراسة صدرت عام 2016 في «Current Biology».
وللوقاية من الجفاف، لا بدّ من ملاحظة الأعراض الجسدية التي قد تبدأ في الظهور، مثل جفاف الفم وجفاف البشرة. إنه الجسم الذي يُخبر صاحبه بشرب المياه بهدف إعادة ترطيب خلاياه.
الشعور بالانتفاخ
هل سبق وأن لاحظتم أنّ خواتمكم أصبحت تُناسب أصابعكم أكثر بعد حصولكم على طبقٍ مالح؟ كلما زاد استهلاككم للصوديوم، ارتفعت كمية المياه التي يتم احتباسها.
وفي حين أنه قد يبدو من غير البديهي شرب مزيد من المياه عند الشعور بالانتفاخ، غير أنّ هذا الإجراء قد يساعد على مقاومة آثار الإفراط في الملح. إنّ شرب كميات جيّدة من السوائل يستطيع طرد كل شيء من الجسم، بما في ذلك كثرة الصوديوم.
إذاً، وللمساعدة على التحرّر من الانتفاخ، لا تتردّدوا في احتساء الكثير من المياه، أو المشي بعد إنهاء وجبة الطعام، أو شرب بعض الشاي مع الحامض.
إفتقار الأطباق المنزليّة إلى المذاق
إنّ المملحة ليست المسؤولة الوحيدة عن استهلاك كميات مرتفعة من الصوديوم. الأفضل القول هنا انّ المُذنب أيضاً هو الصوديوم المخبّأ في الأطعمة المعلّبة والمصنّعة، مثل الشوربة المعلّبة، ووجبات الطعام المجمّدة، والسناكات، واللحوم الباردة… والذي يشكّل غالبية استهلاكنا للصوديوم.
في الحقيقة، وجدت دراسة نُشرت عام 2016 في «American Journal of Hypertension» أنّ الأشخاص الذين تناولوا كميات أعلى من المأكولات فائقة التصنيع ارتفع لديهم بشكلٍ ملحوظ احتمال معاناة ضغط الدم العالي.
إنّ المأكولات الكاملة مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والمكسّرات والبذور النيئة تكون منخفضة الصوديوم طبيعياً. وهذا أمر جيّد، ولكنه قد يسبّب المشكلات لدى الأشخاص الذين اعتادوا تناول الأطعمة المصنّعة وأطباق المطاعم. فالتعرّض للمأكولات المقليّة أو الغنيّة بالصلصة أو المملّحة جداً قد يدفع براعم التذوّق إلى أن تعتاد على مستوى معيّن من الملح. ونتيجة ذلك، تصبح الوجبات المحضّرة في المنزل عديمة النكهة، وهو ما يجعل الشخص يُعاود طلب الـ»Delivery» والأكل في المطاعم.
إرتفاع ضغط الدم
إنّ الملح ليس العامل الوحيد الذي يؤثر في ضغط الدم، إنما هناك أيضاً الجينات، والتوتر، والوزن، والكحول، والنشاط البدني، وفق «Harvard Health Publishing». ولكنّ الاستهلاك المُزمن للمأكولات الغنيّة بالصوديوم يؤدي دوراً كبيراً في هذا المجال.
إنّ ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط على المدى الطويل يُعرّض الأشخاص لزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وقصور القلب، وأمراض الكِلى المُزمنة.
كيف يمكن إذاً خفض الصوديوم؟
وفق جمعية القلب الأميركية، يجب استهلاك أقل من 2300 ملغ من الصوديوم يومياً، أي ما يوازي ملعقة واحدة صغيرة من ملح الطعام. واعتبرت أنّ 1500 ملغ من الصوديوم في اليوم هي جرعة «ممتازة»، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم.
وللتمكّن من السيطرة على ذلك، يجب الحذر من الملح المخَبّأ في مأكولات كثيرة مثل الخبز، وصلصات البندورة، ورقائق الفطور… والاطّلاع على المُلصقات الغذائية، بحيث أنّ الطعام يُعتبر منخفض الصوديوم إذا احتوى على أقل من 140 ملغ من الصوديوم في الحصّة. بالإضافة إلى الحرص على استبدال الملح بالبهارات والأعشاب مثل الحبق، وإكليل الجبل، والبابريكا، والكركم، والثوم، والبصل…