IMLebanon

مساعي اللواء ابراهيم لكبح طرح “التدويل”؟

حملت الساعات القليلة الماضية حركة على الضفة الحكومية، كسرت الرتابة والجمود اللذين سيطرا عليها منذ اول اسبوع من شباط تقريبا، حين زار الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا، ليخرج معلنا ان لا تقدّم في عملية التأليف. أمس، سّجلت زيارة لافتة قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى بكركي، هي الاولى في العلن أقله، منذ اواخر العام الماضي تقريبا. الرجل قال بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: زيارة غبطة البطريرك دائما مفيدة وتعطي دفعا، ومن يريد العمل للبنان ومصلحته عليه أن يأخذ الدفع من غبطته. لقد قلت له إن العالم قائم على الرجاء والأمل، ونحن لن نمل أو نكل وسنكمل بالعمل الذي نقوم به. وتحدثت معه عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أتولى أنا جزءا من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور”.

وبينما توضح ان الطرفين حاولا سابقا، ردم الهوة بين بعبدا وبيت الوسط لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين بما يسهّل ولادة الحكومة، وقد فشلا حينها في مهمّتيهما، تسأل مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” عما اذا كان ثمة فعلا، مسعى محلي متجدد لمحاولة كسر الستاتيكو السلبي القائم ودفع الحكومة الى النور، كما أوحى كلام ابراهيم من الصرح، قبل ان تعتبر هذا الامر مستبعدا.

ففي رأيها، اصرار الراعي على تدويل أزمة لبنان، وطرقَه باب الامم المتحدة طالبا مساعدتها، يأتي لأنه فقد الامل من اي امكانية محليّة صرف، على فض كباش الشروط والشروط المضادة المرفوعة بين المعنيين بعملية التشكيل، المباشرين وغير المباشرين.. من هنا، تشير الى ان حديث ابراهيم عن محاولة يتولاها هو والراعي للحلحلة حكوميا، يبدو مبنيا على آمال وتمنيات.. فالجدير ذكره في السياق، أنه وقبيل زيارة “رجل المهمات الصعبة” الصرح، كان تيار المستقبل يؤكد من دار الفتوى، على معايير رئيسه للتشكيل.  فقد اشار وفد من كتلته النيابية الى ان “الحريري يعمل استنادا إلى الدستور، وهو حريص على حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا اللغة الطائفية والمذهبية التي دمرت البلاد”، مضيفا “الحريري ومنذ تكليفه، يعمل جاهدا للوصول إلى حكومة مهمة من أصحاب الاختصاص غير الحزبيين، المشهود لهم بالكفاءة لإجراء الإصلاحات الضرورية ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ”.

وفيما الفريق الرئاسي على شروطه ايضا، حزبُ الله لا يزال يمسك العصا من نصفها، تتابع المصادر. فعقب اجتماعها الاسبوعي امس، اكتفت كتلة الوفاء للمقاومة، بالتأكيد على “وجوب التوصل بسرعة إلى تفاهم يفضي لولادة حكومة جديدة فاعلة ومنتجة لا تكون أسيرة عدد من جهة ولا مهددة بعدم التوازن من جهة أخرى”، معتبرة أن “ضرر التأخير في تشكيل الحكومة أصبح أكثر بكثير من ضرر أي تنازل من شأنه أن يسهم في تسريع ولادتها التي باتت أكثر من ضرورة”. وهذا الموقف، ان دل على شيء، فعلى ان الحزب لم يتحرّك بعد، على خط حلفائه، لفكّ أسر الحكومة.

في ضوء هذه المعطيات، هل ثمة فعلا وساطة جديدة على الخط الحكومي، أم ان التحرّك نحو بكركي في هذا التوقيت بالذات- وقد تحوّلت محجة سياسية وشعبية- هو للجم اندفاعتها نحو تدويل الازمة اللبنانية، عبر محاولة اقناعها بأن احتمالات الحل الداخلي لا تزال واردة؟