Site icon IMLebanon

هل يقترب لبنان من مناعة القطيع؟

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

أين نحن من مناعة القطيع؟ وهل اللقاح ضرورة أم خيار؟ وكيف نقطع الطريق أمام الوباء المتفشي؟

عقد المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية، مستشفى رزق، LAU Medical Center – Rizk Hospital، يوم الخميس الواقع فيه 25 من شهر شباط 2021، طاولة مستديرة تناول فيها مجموعة من الأطباء والإعلاميين والمسؤولين الطبيين مسألة «انتشار فيروس SARS-CoV2 بين السكان في لبنان من خلال دراسة الاختبارات السيرولوجية التي أجراها المركز الطبي والبحث فيها، وهدف هذه الدراسة، وأهميتها، والمنهجية المتّبعة فيها».

وترأست الطاولة المستديرة د. رولا حسني، بروفيسور سريري ورئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى رزق، كما حضرها نخبة من الأطباء الأخصائيين، أبرزهم د. جاك مخباط، ود. جورج غانم، ود. حسين فرحاة، ود. جوروج خازن وهو الأخصائي الذي صمّم الدراسة، ود. أحمد مهدي الذي قام بجزء كبير من العمل التطبيقي على الأرض، فضلاً عن أبرز الإعلاميين العاملين في المجال. وقالت د. حسني: «لقد أجرينا هذه الدراسة المكثفة والطويلة بطريقة علمية ودقيقة بهدف الكشف عن المناعة الموجودة ضد الوباء المتفشي في لبنان بين جميع سكانه – لبنانيين وغير لبنانيين – بهدف مساعدة الجهات المعنية على الاطلاع على واقع الأمور واتخاذ القرارات المناسبة لمحاربة الوباء».

ورمَت الدراسة إلى تمثيل كامل للسكان في لبنان بما فيهم اللاجئون، فتضمنت عدة مناطق من لبنان. وقدم المركز الطبي ضمن إطار الدراسة 13700 اختبار سيرولوجي مجاني، وتعاون مع 137 بلدية في 8 أقضية من لبنان، وكان عدد الرجال يوازي تقريباً عدد النساء المشاركين.

ما هو الاختبار السيرولوجي؟

الاختبار السيرولوجي المعتمد في الدراسة يدرس المناعة ضد الفيروس من خلال الأجسام المضادة في الجسم. وتصل نسبة دقة الاختبار السيرولوجي وحساسيته إلى 99 % تقريباً، مقابل 70 % فقط لاختبار الـPCR.

مناعة القطيع

في ظل انتشار الوباء، يجب أن تعرف كل دولة، لا فقط عدد الإصابات فيها، بل مستوى مناعة سكانها أيضاً، لاتخاذ القرارات والتدابير المناسبة لمحاربة الفيروس. فكيف نصل إلى مناعة القطيع؟

– المناعة الطبيعية: تنتج عن الإصابات بالفيروس، تدوم من 3 إلى 6 أشهر وتودي بحياة الكثيرين.

– مناعة اللقاح: تنتج عن تلقيح المجتمع، تدوم من 8 إلى 12 شهراً، وتنقذ الكثير من الحيوات.

نتائج الدراسة

بدأت الدراسة، بتمويل من المركز الطبي للـLAU، في شهر أيلول من العام 2020 وامتدت حتى الشهر الجاري. وفي انتظار النتائج الأخيرة المنتظرة في الأسابيع القادمة، تُظهر النتائج الأولية نسبة مناعة لدى السكان لا تصل إلى 20 %. ونذكر أنه في بداية الدراسة، كانت نسبة مناعة في مناطق معينة تلامس الـ5 % فقط، فيما اختبارات هذا الشهر تظهر نسبة مناعة تصل حتى 45 %، ما يعكس ارتفاعاً هائلاً في أعداد الإصابات.

وعند الحصول على النتائج الأخيرة للدراسة، يمكن اتّباع، اعتماداً على مستوى المناعة الموجود في كل منطقة، استراتيجية توزيع ذكية للقاحات على المناطق، بالتركيز على المناطق حيث مستوى المناعة أقل من غيرها.

علينا الإسراع بالتلقيح فوراً!

وفي السياق، قال د. مخباط: «إذا حافظنا على السرعة نفسها في برنامج التلقيح، قد لا نحقق مناعة القطيع قبل العام 2025! ما يعني أعداداً هائلة من الوفيات. إذاً، الهدف هو أن نحاول تحقيق مناعة 80 % من السكان في غضون عام واحد».

وتابع: «يجب أن نفهم هذه الدراسة من حيث تطور انتشار الفيروس مع مرور الوقت، ومدى إنتاج هذا التفشّي مناعة حتى الآن. وقد تبين في نتائج أولية أنّ المناعة الطبيعية تلامس نسبة 20 % فقط. إذاً لا يمكننا أن نعتمد على تحقيق مناعة القطيع بشكل طبيعي. نحن بحاجة إلى تحقيق مناعة لدى أكثر من 80 % من السكان «لنقطع الطريق على الفيروس». لا يمكننا انتظار المناعة الطبيعية… اللقاح سلاح ضروري!

طبعاً هناك آثار جانبية للقاح، لكنها بسيطة جداً أمام منافعه. فلا يحمي اللقاح فرداً، بل يحمي مجتمعاً بأكمله».

وأضاف: «نحن نواجه بطأ شديداً في حملة التلقيح. علينا الإسراع بها فوراً وإلّا سنخسر المعركة، لأننا نعطي المزيد من الوقت للفيروس كي يتكاثر، وكي يتحور. قد يصبح لدينا متغيرات فيروسية وسلالات محلية، وليس فقط مستوردة!».

ما الحل؟

إقترح عدد من المشاركين في الطاولة المستديرة استقدام لقاحات أخرى. تكمن المشكلة في عدم قدرة لبنان قانوناً على شراء لقاحات غير معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية WHO، علماً أنّه يستخدم الموارد المالية من البنك الدولي في حملة التلقيح. ولقاحات moderna وpfizer هي الوحيدة المعتمدة من قبل WHO، والحصول عليها صعب. لذا، علينا إيجاد طريقة لشراء أنواع أخرى من اللقاحات، ربما من خلال القطاع الخاص.