Site icon IMLebanon

ملفّات لبنانيّة دخلت في سباتٍ عميق…

كتبت كريستال نوار في موقع الـ”mtv”:

لا يملّ حكّامنا من “نبش” الملفّات واستنباط أخرى لإلهاء اللبنانيين وإبقائهم في حالةٍ دائمة من القلق والخوف.

ومع استفحال الأزمات في لبنان أخيراً، بات الحديث عن انفجارٍ اجتماعي وشيك أكثر واقعيّة من السابق. فتخيّلوا بلداً مثل لبنان بهذا الكمّ من المشاكل، وأتى تفشّي فيروس كورونا ليكشف النقاب عن الثّغرات في كافة المؤسسات والمواضيع الاجتماعية والصحيّة.

وفي جولة بسيطة على بعض الملفات التي تنتشر كالنار في الهشيم تارةً وتنطفئ إلى غير رجعة طوراً، يمكننا ملاحظة وجود نياتٍ مبيّتة أو أهدافٍ محدّدة خلف هذه الحركة.

– النفايات:

هل تذكرون أزمة النفايات التي وصلت أصداؤها إلى الصحافة العالميّة؟ هذا الملفّ يُعدّ واحداً من أبرز المواضيع العالقة التي فشلت الحكومة على مرّ السنوات بوضع حدّ لها وإيجاد خطّة بيئيّة مستدامة تحمي صحّة اللبنانيين، وذلك رغم الدراسات والاقتراحات التي قُدّمت في هذا الإطار. وهذا الملفّ منذ العام 2015 حتى الآن “بينطفي وبيطلع” رغم التحرّكات الاحتجاجيّة التي حاولت الضّغط في سبيل حلّ الأزمة.

– بورصة أسعار المحروقات:

في كلّ مرّة تعود أزمة المحروقات إلى الواجهة من جديد من دون أيّ سبب أو مبرّر، حتّى باتت لا تغيب عن الساحة. فلا يمرّ أسبوعان أو ثلاثة حتّى نتفاجأ بمشهد طوابير السيارات أمام المحطات مع رفع الخراطيم وإعلان عدم توفّر البنزين والمازوت.

– الدعم:

ظهر في محطّات عدّة متتالية ثمّ قلّ الحديث عنه ليستقرّ في “الجارور” حيث يقبع عددٌ لا يُعدّ ولا يُحصى من الملفّات المتنوّعة.

– مشاكل القطاع التربوي:

حدّث ولا حرج. سنة كاملة مرّت على بداية جائحة كورونا ويُعتبر هذا القطاع من أكثر المتضرّرين، بعدما خرجت نقاط ضعفه إلى العلن. فما بين التخبّط في التعلّم عن بُعد وطرح التعليم المدمج كحلّ موقّت ومشاكل الانترنت والكهرباء وارتفاع أسعار الأجهزة الالكترونيّة الذي يهدّد الطلاب بالحرمان المدرسي والجامعي، يظهر أخيراً اشتباكٌ بين وزارة التربية وبعض الجهات التعليميّة وصل إلى حدّ ضياع المناهج التربويّة في المدارس. ناهيك عن مشاكل الجامعة اللبنانية التي بدأت سابقاً، ولا تنتهي.

– فضائح القطاع الصحّي:

لا يُخفى على أحد الهمّ الذي يضطلع به كلّ لبناني عند مواجهته خطر الدخول إلى المستشفى. هذا الهمّ أصبح كابوساً مع تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة وزيادة فاتورة الاستشفاء، بالإضافة إلى زيادة أسعار الأدوية، هذا إن وُجد النّوع المطلوب في الصيدليّات. ونسمع أخيراً عن خلافٍ مستجدّ بين المستشفيات والمؤسسات الضامنة بالنسبة الى القرار الذي اتّخذه بعض المستشفيات على رفع التعرفة لمرضى المؤسسات الضامنة بسبب انخفاض الليرة، والذي يُهدّد بفوضى استشفائية وانهيار بعض المؤسسات الضامنة بسبب عدم قدرتها المالية.

– الكهرباء:

استنزف قطاع الكهرباء الخزينة اللبنانية ولم تتمكّن السلطات المتعاقبة من إيجاد حلّ مستدام لهذه الأزمة، كما أنّ التغذية بالتيار الكهربائي إلى تراجعٍ مستمرّ. و”مع كلّ شتوة ودعوا الكهربا”.

في ظلّ كلّ هذه المواضيع الشائكة، والتي لم ومن المستبعد أن تُحلّ في المستقبل القريب، تحتلّ المشاكل الصحّية – الاجتماعيّة – الاقتصاديّة سلّم أولويات الناس وتُرعبهم. أمّا السّياسة في بلدنا والتي “تنبت” يوميّاً فساداً وكذباً وغشّاً وملفّاتها فإبداعاتها “ما بتخلص”، على أمل أن يأتي يوم القيامة بالمحاسبة.

وهذه السّطور ليست لـ”النقّ عاللبناني”، إنّما للتذكير بما يجب تذكّره، بدل التلهّي بتراشقات سياسيّة من هنا وشعارات فضفاضة من هناك “ما بتطّعمي خبز”.