كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي سقف مواقفه الداعية إلى حياد لبنان، وعقد مؤتمراً دولياً برعاية الأمم المتحدة لإنقاذه وتحريره وتحدث عن «مواجهة حالة انقلابية»، مشدداً على ضرورة عدم السكوت عن السلاح غير الشرعي، ورافضاً وجود جيشين في دولة واحدة، من دون أن يسمي «حزب الله» مباشرة.
وجاء كلام الراعي في التحرك الشعبي الذي دُعي له السبت في مقر البطريركية المارونية في بكركي دعماً لمواقفه الأخيرة، ومطالبته بحياد لبنان، وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، وتوجه إلى الحشود بالقول: «أتيتم من كل لبنان رغم أخطار (كورونا) لدعم أمرين: طرح الحياد وطرح مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة. أتيتم للمطالبة بإنقاذ لبنان، وكلنا معاً سننقذ لبنان… عاش لبنان الواحد والموحد الحيادي الناشط والإيجابي السيد والمستقل شركة ومحبّة».
وأضاف: «خروج الدولة أو قوى لبنانية عن سياسة الحياد هو سبب ما نعاني منه، وأثبتت التجارب أنه كلما انحاز البعض إلى محور إقليمي اندلعت الحروب وانقسمت الدولة»، مؤكداً: «طالبنا بمؤتمر دولي لأن كل الطروحات رُفضت حتى تسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة، ونحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة»، موضحاً: «الانقلاب الأول كان على وثيقة الوفاق الوطني التي أقرها (مؤتمر الطائف) الذي عُقِد برعاية دولية وعربية ولم يُطبّق حتى اليوم بكامل نصه وبروحه، وعدل الدستور على أساسه فظهرت ثغرات أثرت بالعمق على حياة الدولة حتى أصيب بالشلل»، مشدداً على أنه «لو تمكنت الجماعة السياسية من إجراء حوار لتحصين الوثيقة ومعالجة الثغرات في الدستور لما طالبنا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يساعدنا على معالجة العقد التي تشل المؤسسات الدستورية، ونحن نريد من المؤتمر الدولي أن يثبت الكيان اللبناني المعرض جدياً للخطر، وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية، وأن يجدد دعم النظام الديمقراطي الذي يعبر عن تمسك اللبنانيين بالحرية والعدالة والمساواة، وإعلان حياد لبنان كي لا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات ويتأسس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر دائماً بالحروب، وأن يتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان التي لم تُنفذ أو نُفذت جزئياً، لأن تنفيذها من شأنه أن ينقذ استقلال لبنان وسيادته ويسمح للدولة بأن تبسط سلطتها الشرعية على كامل أراضيها، من دون أي شراكة أو منافسة، ونريد من المؤتمر توفير الدعم للجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، ووضع خطة تنفيذية سريعة لمنع توطين الفلسطينيين وتأمين عودة سالمة للنازحين السوريين».
وحض الراعي اللبنانيين على عدم السكوت «عن الفساد وعن فوضى التحقيق في جريمة انفجار المرفأ، ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، ولا عن سجن الأبرياء ولا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين ولا عن مصادرة القرار الوطني ولا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا عن عدم تأليف حكومة وعدم إجراء الإصلاحات».
وأضاف: «التطوير لا يعني النقض أو إلغاء المواثيق الدستورية، بل التحسين فيها وبالملتبس فيها، وحقنا أن نعيش حياة كريمة في وطننا. لقد وُلِدنا لنعيش في مروج السلام الدائم لا في ساحات الحرب الدائمة، وقدر الإنسان أن يخلق أصحاباً لا أعداء»، مشدداً على أن «ما نطرحه اليوم لتجديد وجودنا الحر السيد المستقل المستقر، ولإحياء الدولة المبعثرة والمعطلة والمصادرة… حررنا الأرض فلنحررها من كل ما يعوق سلطتها وأداءها».
ورفض الراعي وجود جيشين في دولة واحدة قائلاً: «لا توجد دولتان أو دول على أرض واحدة، ولا جيشان أو جيوش على أرض واحدة، ولا شعبان أو شعوب في وطن واحد، وأي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة».