Site icon IMLebanon

لقاء قريب بين الراعي و”الحزب” في بكركي؟

انتهى يوم سبت بكركي بشحنة عالية من الأمل الذي أعاده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المواطنين الذين لمسوا أن ثمة صوتاً يعلو على أصوات اليأس والإنكسارات. صوت “الشركة والمحبة” صدح ذاك السبت من نافذة البطريركية المارونية لتتصدر تردداته المشهد السياسي في الأسبوع الطالع وربما لأسابيع عديدة، سيما وأن لاءات البطريرك في ختام كلمته أصابت في العمق السياسي والوطني ورسمت خريطة طريق لما يمكن أن يكون عليه حراك اللجنة المشتركة بين بكركي و”حزب الله” والتي يرأسها من جانب الحزب عضو المكتب السياسي محمد الخنسا. وتضم كلا من المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب والدكتور مصطفى علي.

وفيما أكدت ‏المعلومات أن لقاءً قريباً قد تعقده اللجنة، قال النائب حسن فضل أن سياستنا ‏لا تقوم على المقاطعة نتيجة الاختلاف في الرأي، نحن أهل الحوار والتلاقي والوصول إلى تفاهمات وطنية، فهذا ‏هو الأساس لحل المشاكل الداخلية وليس استدعاء الدول الأخرى للتدخل، بل يمكن الاستعانة بها لتقديم العون ‏والمساعدة لا أن تحل محل اللبنانيين‎”.‎

لكن  كلام فضل الله  لم يمتص رد فعل جمهور حزب الله فكان الجواب بنزول مجموعات على دراجاتها النارية حيث جابت في شوارع حي السلم  ورفعت أعلام  حزب الله والمقاومة الإسلامية وايران وشعارات تندد بكل من يطالب بإسقاط سلاح المقاومة، واللبيب من الإشارة يفهم.

عضو اللجنة الأمير حارث شهاب رفض الكلام عن انقطاع خطوط التواصل بين أعضاء اللجنة المشتركة واعتبر عبر “المركزية” أن هناك الكثير من المواضيع “التي نفكر فيها اليوم سبق وطُرِحت في الماضي. وعلى رغم كل السلبيات لم ولن نيأس لأن رسالة لبنان قائمة على الحوار والقديس يوحنا بولس الثاني اعلن لبنان وطن الرسالة وكان يقصد بذلك رسالة حوار وحرية وهذا ما يجعلنا متمسكين أكثر فأكثر بالحوار وإلا ما قيمة لبنان وما المقصود ب”لبنان الرسالة”؟.

لا يخفي شهاب أهمية طرح مسائل حيوية ومصيرية كمثل الوضع الإقتصادي والإجتماعي ” فهذه أمور مهمة لكن المطلوب مشاركة الجميع وبشكل طوعي في كل المسائل التي تطرح إذ ما من مسألة طُرِحت سابقا من قبل فئة واحدة إلا وفشلت. من هنا مسعانا يتركز اليوم على الوفاق ونسعى لتحقيقه”. وشدد شهاب على دور بكركي الوطني وانفتاح البطريرك الراعي على الحوار “وليس لدينا حل سواه. لكن حوار من دون نتائج قد يدفعنا إلى اليأس.اليأس ممنوع ويجب على كل طرف أن يقدم القليل من الأمل لإنتاجية الحوار.

على قاعدة تلقف المبادرة، يسعى حزب الله اليوم إلى إعادة ترطيب الأجواء التي بدت مشحونة عشية سبت بكركي، وبعد كلام الراعي سيما وأن اصواتا ارتفعت منتقدة  الهتافات التي ترددت في أجواء الصرح البطريركي خلال إلقائه كلمته. ويعلق شهاب “الإنتقادات خرجت من أوساط مقربة من حزب الله بدليل أنه عاد وأكد أن مبادرة الراعي لا تعني التدويل، وهو لم يتطرق إلى البند السابع”. أضاف:” كلام غبطته كان واضحا، لكن احيانا ثمة أمور تحتاج إلى إيضاحات على رغم وضوحها.

هل يمكن أن تتلاقى وجهات النظر؟ “الطابة في ملعب الحزب لأن طروحات البطريرك واضحة والقضايا التي طرحها مبدئية”.

حتى الساعة لا موعد محددا لاجتماع اللجنة المشتركة والمساعي قائمة لتحضير الأرضية لكي يثمر اللقاء عن النتائج المرجوة. ويأمل شهاب ألا تكون هناك تعقيدات في مسار التواصل على خط بكركي وحزب الله  طالما أن “الورقة التي طرحها البطريرك الراعي مغلفة بالمحبة وبطروحات مصيرية، وننتظر موقف الحزب”.

ماذا لو طال أمد الإنتظار؟ يجيب شهاب:” سندفع الأمور إلى الأمام،  هذا ما عبر عنه البطريرك في كلمته – النداء. نحن نعيش ظرفا إستثنائيا لا يخلو من الخطورة، والمطلوب أن يتجاوب الجميع من دون استثناء، وأن تهدم كل الجدران الفاصلة بين صفوف المسيحيين لمواجهة الأزمة الوجودية، والخروج بموقف موحد وهذا يتوقف على مدى استشعارهم بحجم الأخطار ليتصرفوا على أساسها”.