أعلن المهندس حبيب سرور استقالته من عضوية مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان بعد مرور نحو سبعة أشهر على تعيينه، موضحا الاسباب التي دفعته للقيام بهذه الخطوة.
وقال سرور: “كان من المفترض، كأي مجموعة تطمح للنجاح، أن نضع اهداف وخطة عمل للسنوات الثلاث في اقرب مدة ممكنة (خلال فترة 100 يوم من تعييننا). بالنسبة لوضعنا من حيث تم التعيين في فترة عصيبة تلت الانفجار الكارثي على بيروت عموما وعلى المؤسسة بشكل خاص فإن التأخير يعتبر عاديا. وبالرغم من ذلك خصصنا كمجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان اجتماعا ماراتونيا ليوم كامل لوضع الأهداف وبلورتها تمهيدا لوضع خطة عمل واقعية. وكان هذا الاجتماع من خارج الاجتماعات الدورية للمجلس. وقد تم الاتفاق على هدفين رئيسيين: الاول يتعلق بتعديل عمل شركات مقدمي الخدمات لتكون شبيهة بالعقد المبرم مع كهرباء زحله بعد إدخال بعض التعديلات التطويرية. والهدف الثاني اعادة التنظيم الاداري للمؤسسة لتطابق معايير الجودة الادارية العالمية الـISO9001”.
وتابع: “لم يثبت الاتفاق في المجلس على الأهداف لأكثر من اسبوعين حيث حلت مشكلة مجلس ادارة شركة كهرباء لبنان الشمالي قاديشا وأوقفت اي تقدم بهذا الشان. للعلم ان مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان هو مجلس ادارة شركة لبنان الشمالي قاديشا. ان هذه المشكلة تسببت بتوتر خلال اجتماعات مؤسسة كهرباء لبنان وذلك بسبب التحضير لانتخاب رئيس ونائب رئيس لمجلس إدارة كهرباء لبنان الشمالي قاديشا. وكان سبب الخلاف الانتخابي ليس على الشخص بقدر ما هو على تطبيق العرف المعمول به في لبنان بجميع الإدارات الرسمية كما في النقابات: هذا العرف المبني على التوازن الطائفي. وكنت قد اعلمت زملائي أعضاء مجلس الادارة بعدم رغبتي بالاستمرار في مجلس ادارة كهرباء لبنان الشمالي قاديشا ما لم يتم الاتفاق على اسماء الرئيس ونائبه بالاجماع. وقد حذرتهم من مخاطر الاختلاف بسبب الانتخاب. بحيث سيتحول الاختلاف سريعا إلى أمر شخصي على مستوى المجموعة الذي سيؤثر سلبا على الأداء في اجتماعات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان؛ فان هذا الامر مختلف عن الاختلافات الطبيعية بوجهات النظر المتعلقة بأمر إداري من هنا أو امر تقني من هناك. وقد بدأ ما حذرت منه يظهر فعليا خلال اجتماعات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان.”
وتابع: “من ناحية أخرى، ان جدول أعمال وإدارة جلسات اجتماعات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان لا يرقى لمستوى: board of directors بالواقع هو أشبه بـ .management meeting بحيث أننا نعمل كمجموعة تصريف أعمال ادارية يومية بدل ان نكون نعمل بالتوازي على خطط وحلول إستراتيجية لإخراج المؤسسة من الأزمات الحادة التي لها انعكاساتها المباشرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يطال جميع اللبنانيين.”
وختم: “بناء على ما سبق ومن دون الدخول في تفاصيل أخرى؛ توصلت إلى اقتناع شخصي وهو أن مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان بصيغته وطريقة عمله الحالية سيجد صعوبة في تحقيق إنجاز مهم يذكر على الصعيد الاستراتيجي وستكون مهمته خلال ما تبقى له من السنوات الثلاث لا تتجاوز تسيير أعمال. لذلك قمت بتسليم كتاب استقالتي من مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان في القنصلية العامة للبنان في ملبورن حيث انا موجود بزيارة خاصة. وقد أبلغت الوزارة المعنية اي وزارة الطاقة والمياه بالبريد الإلكتروني. كما واني ابلغت رئيس مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان كذلك بالبريد الإلكتروني، وقد اعلمت زملائي أعضاء مجلس الادارة عبر تطبيق الواتساب.”
وتقدم سرور باعتذار من الشعب اللبناني على عدم تمكنه من القيام بما أمل به، مؤكدا انه حاول العمل لتحقيقه.