جاء في صحيفة نداء الوطن:
في موازاة التحذيرات المتتالية من ارتفاع عداد الاصابات بـ”كورونا” بعد فتح البلد، في ضوء الارقام التي يسجلها اخيراً، ومع الحديث عن قرب فتح مؤسسات تربوية، تتوالى التحذيرات من التراخي وإعادة فتح المدارس، لا سيما في ضوء تأخّر عملية التلقيح وعدم شمولها القطاع التربوي بعد، في وقت تحضر التطورات التربوية على طاولة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور طارق المجذوب، في مؤتمر صحافي يعقده عند العاشرة من قبل الظهر اليوم في الوزارة.
وعشية المؤتمر، نصح وزير التربية السابق النائب اكرم شهيب نظيره الحالي بالتروي في اتخاذ قرار العودة الى التعليم المدمج، وذلك نتيجة المعطى التربوي والمعطى الصحّي الخطير، والواقع المزري في قطاع المستشفيات، وما صرخة نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في الامس الا خير دليل.
وقال شهيب لـ”نداء الوطن”: ان القطاع التربوي لم يعطَ حقّه بادراجه في المرحلة المتقدّمة من عملية التلقيح بل يأتي في المرحلة الثالثة، خصوصاً وأنّ مسار الفيروس لا سيما المتحوّر يصيب اعماراً متدنّية، ومعظمهم في اعمار الطلاب، وبالتالي فان التعليم المدمج يشكّل خطراً كبيراً على سلامة الطلاب وعلى سلامة الاساتذة وعلى سلامة عائلاتهم، فالافضل ان يبقى التعليم عن بُعد “اونلاين” بالرغم من صعوباته في التعليم الرسمي، لكن حفظ سلامة الطلاب واجب وضرورة لكي نحفظ سلامة العائلات، وفي الوقت نفسه سلامة الهيئات التربوية التي ضحّت كثيراً ولا تزال واصبح وضعها المعيشي في الحضيض نتيجة تدني سعر الليرة، وخصوصاً المعلمين المتعاقدين الذين فقدوا جزءاً اساسياً من مرتّباتهم.
لذا، نحن لا ننصح ابداً بالعودة الى المدارس قبل ان تتجاوز عملية التلقيح في القطاع التربوي نسبة الستين في المئة، علماً ان مرصد الأزمة في الجامعة الاميركية في بيروت أكد أن استمرار وتيرة التلقيح كما هي حالياً، لن تمكن لبنان من الوصول إلى تلقيح 70 في المئة من السكان بجرعتين، لتشكيل مناعة مجتمعية، قبل 15 حزيران من العام 2025، وعليه، من الواجب في ظل هذه الفوضى حماية القطاع التربوي، طلاباً واساتذة وادارة واهالٍ.
وفي حال اصرار الوزير المجذوب على المضي قدماً في التعليم المدمج، أجاب شهيب: في هذه الحال، سيتحمل مسؤولية ما سيؤول اليه وضع الطلاب مستقبلاً، خصوصاً وان الاصابات اليوم تسجّل في صفوف اعمار منخفضة كثيراً، أي الطلاب، ومتوسطة أي المعلمين.