منذ ايام، فجّر سعر صرف الدولار ببلوغه عتبة الـ 10000 ليرة لبنانية الشارع بقوة، متحديا جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة، فيما يواصل أهل السلطة مماحكاتهم وصراعاتهم على الحقائب الوزارية متعامين عن معاناة المواطنين التي بلغت حد التقاتل على زيت او حليب او اي مادة اخرى مما تبقى في الاسواق من مواد مدعومة لم تهرّب او تخزّن للافادة من رفع اسعارها لاحقا .
يرى بعض المراقبين في تحرّكات الشارع الاحتجاجية ردة فعل عفوية على ما آلت إليه الأوضاع، مقابل بعض آخر يضعها في خانة التحرّكات المبرمجة وفق أجندة خارجية.
العميد الركن المتقاعد جورج نادر يوضح لـ “المركزية” أن “تحرّكات الشارع انطلقت بشكل عفوي وثوري ثمّ استغلّتها أحزاب السلطة عبر إدخال جماعتها إلى صفوف المعتصمين، تنفيذاً لأجنداتها”.
وأضاف “نتابع ونراقب التطوّرات وشاركنا في التحركات في مختلف المناطق خصوصاً وأن المجالس الثورية موزّعة على الأراضي كافّةً، ولاحظنا أن في الشمال كان التحرّك الحزبي هو الأقلّ لا سيّما في طرابلس، وفي المناطق المسمّاة بالمسيحية أو الشيعية حيث يسيطر “حزب الله” و”حركة أمل” دخل مناصرو الأحزاب وكسّروا وخربوا… إذاً، تدخّل أحزاب السلطة واضح إلا أنها ليست من نظّم التحرّكات الاحتجاجية، بل حاولت تسلّق الثورة استغلالاً لغضب الناس”.
ولفت نادر إلى أن “الثوار يعرفون جيّداً أن هذا التدخّل يؤثّر علينا وعلى اهدافنا إلا أن لا يمكن أن نتّخذ أي إجراء أو منع أي شخص من المشاركة في الاعتصامات، المفترض على قوى الأمن متابعة الموضوع وتوقيف المخّربين ومفتعلي أعمال الشغب والمعتدين على الأملاك الخاصة والعامة”.
وعن المسار المرتقب لتحرّكات الشارع، قال نادر: أنشأنا غرفة عمليات في مقرّ جبهات 17 تشرين وطلبنا من كلّ المجموعات تعيين مندوب للمشاركة في الغرفة وتنسيق التحرّكات، ونحن في صدد التحضير لتحرّك مستمر حتّى إسقاط المنظومة بكاملها من أعلى الهرم إلى أسفله، لأنها عاجزة عن تشكيل حكومة وإن تمكنت فلن تحدث أي تغيير، بل هذه المنظومة تغرقنا أكثر فأكثر وتفاقم العزلة الدولية وتزيد من تجويع شعبنا، ولا أمل بوجود أي من أحزاب السلطة وزعمائها الطائفيين كونهم أوصلوا البلد إلى أزمته الراهنة. الخوف من اختلاط السارق بالجائع، ولا يمكن التمييز بينهما وبين تصرّفاتهما وهنا تأتي مسؤولية القوى الأمنية لضبط الوضع ومنع الفلتان لأن الجوع كافر”، سائلاً “هل يمكن لجائع أن يقف في وجه آخر؟ العسكري كالمواطن. والاحتجاجات زادت الاحتقان السياسي ولم تساهم في تنفيسه، وهذا سيؤدي إلى انفجار في الشارع”.