Site icon IMLebanon

سلاح “الحزب” على المحك!

يدك الطيران الاسرائيلي أهدافا ايرانية في قلب سوريا في وتيرة شبه اسبوعية. منذ ايام قليلة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صواريخ طائرات إسرائيلية استهدفت المنطقة المحيطة بالسيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، التي تعد معقلًا لـ”الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني، من دون ورود معلومات عن نتائج تلك الضربات… وكان الجيش السوري قال مساء الأحد إن صواريخ إسرائيلية ضربت مناطق في جنوب دمشق، وذكر في بيان أن الهجوم جاء من هضبة الجولان وأنه أسقط معظم الصواريخ، وذلك في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من شهر على مشارف العاصمة.

هذه الضربة ليست معزولة اذا، ولا يتيمة، فقد كثّفت اسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها مواقع عسكرية سورية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق سوريّة عدة. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 كانون الثاني الماضي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلاً على الأقل من قوات الجيش السوري ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الاسرائيليةفي سوريا.

لكن ما يجب التوقف عنده، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هو ان التبدل الذي طرأ على العالم ككل، مع انتقال الادارة في الولايات المتحدة، من الجمهوريين الى الديمقراطيين اثر فوز الرئيس جو بايدن بالانتخابات الاميركية، لم يبدّل في صرامة تل ابيب وحزمها “العسكري” مع طهران واجنحتها العسكرية الموجودة في سوريا، على مرمى حجر من حدودها الشمالية. انطلاقا من هنا، تكشف المصادر عن مباركة اميركية يحظى بها سلوك تل ابيب وقرارها مواجهة التمدد الايراني، مباركة بقيت على حالها من ولاية دونالد ترامب الى ولاية جو بايدن، لافتة في هذا السياق الى ضوء اخضر روسي مطلق بات واضحا، تتمتع به الغارات الاسرائيلية.

المصادر تشير الى ان الالتقاء الاميركي – الروسي على رفض الوجود الايراني في سوريا يعد في الواقع جزءا من تفاهم اوسع تم ارساؤه منذ اسابيع قليلة في اعقاب دخول بايدن البيت الابيض، من خلال اتصالات بين واشنطن وموسكو، حول النظرة الى الشرق الاوسط ومستقبله وكيفية حل أزماته وتسويتها. هذا الاتفاق لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان موجودا في عهد ترامب. فالجبّاران يعتبران ان تطويق نفوذ ايران في الاقليم اولوية، ولا بد من خروجها من كل الميادين العربية التي تقاتل فيها، من العراق الى اليمن وصولا الى سوريا التي تحظى بأولوية لدى العاصمتين، كونها الاقرب جغرافيا الى الكيان العبري.

كما يتفق الروس والاميركيون على ضرورة التهدئة والعمل لارساء الحلول بالسياسة والدبلوماسية لا عبر الطرق العسكرية، مع التشديد على ان ايران يفترض ان تساهم في هذا التوجه من خلال وقف تحريك أذرعها المزروعة في البلدان التي تشهد نزاعات. واذ تشير الى ان احياء الاتفاق النووي نقطة تقاطع ايضا بين واشنطن وموسكو، وذلك شرط ان تعود طهران الى التزاماتها النووية وتوقف تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ وتصدير الاسلحة والثورة الى المنطقة،  تلفت المصادر الى ان المفاوضات لانقاذ التفاهم الدولي قد تشترط، الى إخراج حزب الله من سوريا واعادته الى لبنان، التضحيةَ بسلاحه وتحويله حزبا سياسيا أعزل كباقي المكونات اللبنانية، وربما لذلك نراه اليوم يتشدد في السياسة، وعينُه على انتزاع ضمانات في النظام والحكم، تعوّض له “فائض القوة” الذي يتمتع به اليوم بفضل ترسانته، والذي يبدو بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، تختم المصادر.