تهدّد الصواريخ والمسيرات الايرانية الصنع أمن المنطقة، كما تعرّض القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الاوسط للخطر، ويفشي هذا التهديد المتواصل عن خطورة ضخمة بحسب تقديرات العسكريين وأجهزة الاستخبارات الأميركية.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بمعرض التعليق على التسلّح الايراني للعربية والحدث: “إن سياسة الولايات المتحدة واضحة ولا يجب أن تحصل إيران على السلاح النووي” .
ولاحظ “انه فيما تسعى إيران بالتوازي إلى تطوير برنامج الصواريخ إلى جانب طموحاتها النووية المعلنة، فإنها تشكل قلقاً حقيقياً للبنتاغون”، لكنه شدّد على أن الدبلوماسية هي الوسيلة الأولى في هذا المجال، مضيفا أن الوزارة ستتابع التأكد من أن الدبلوماسيين ينخرطون في هذا المجال “من موقع قوة ومصداقية”
ويبدو واضحا من كلام المسؤولين الأميركيين أن إيران تشكّل تهديداً، لكن مشروع صواريخها يمثّل التهديد الأكبر وهو وسيلة للاشتباك مع الاميركيين واستهدافهم.
ويتفق المسؤولون العسكريون ومتابعو الملف الصاروخي الايراني في واشنطن على أن الصواريخ الايرانية تستطيع ان تهدد عدداً كبيراً من القواعد العسكرية في منطقة عمليات القيادة المركزية، ويقول انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه “عندما تنظر إلى القواعد الأميركية في المنطقة والى قواعد مشتركة، وتنظر إلى الجنود والمتعاقدين المدنيين المنتشرين في المنطقة، تستطيع القول إ إيران ليس لديها صاروخ بالستي عابر للقارات تهدّد به الأراضي الاميركية، لكنها تستطيع أن تهاجم السفن والطائرات، والجواب هو، نعم، إنها تهديد للولايات المتحدة”
الخطر المحدق
وضعت الصواريخ الايرانية طهران وواشنطن على شفير حرب أو ضربة عسكرية ضخمة أكثر من مرة، وخصوصاً عندما ضربت هذه الصورايخ من قواعد ايرانية “قاعدة عين الاسد” بداية العام 2020، حين أكد المسؤولون الأميركيون أن مقتل جندي اميركي كان يحتّم شنّ ضربة مباشرة على إيران، لكن لم يمت جندي ولم يشنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تلك الضربة.
هذا الخطر مستمر في ظل الرئيس الأميركي جو بايدن، فالرئيس الحالي يتبّع خطة للتعاطي مع إيران تقوم على “الدبلوماسية اولاً، ثم منع التصعيد وحماية الايمركيين، وثالثاً الردع”، لكن الايرانيين يتابعون من جهتهم العمل على تطوير برنامج الصواريخ ويثيرون قلق الاميركييين.
فتقديرات الأميركيين تشير الى خطورة التجارب الايرانية على الصواريخ القادرة على حمل أقمار اصطناعية الى مدار الارض والاميركيون قلقون من ان نيّة الايرانية في الحقيقة هي وضع رأس نووية على هذا الصاروخ.
الصواريخ على طاولة التفاوض
يسعى الاميركيون الآن بجدّية لضمّ ملف الصواريخ الايرانية الى أي مفاوضات مع طهران، فالمبدأ العام يقوم على ان القنبلة النووية خطيرة جداً، لكنها تحتاج إلى صاروخ يحملها، لذلك يجب التعاطي مع البرنامج الصاروخي بجدّية كاملة.
ورأى بهنام بن طالبلو من مركز الدفاع عن الديموقراطية أن الاغلبية الساحقة من المسؤولين وأجنحة النظام الايراني تؤيّد برنامج الصواريخ، مشيراً الى أن السبب الآخر لـ “النمو النوعي” لبرنامج الصواريخ خلال العقدين الماضيين هو قائد القوة الفضائية في الحرس الثوري الجنرال امير علي حجي زاده، لافتا إلى أن هذا الفرع من الحرس الثوري يسيطر على ترسانة الصواريخ البالستية.
ربما تكون هذه الإشارة الى سيطرة الحرس الثوري على ترسانة الصواريخ مؤشراً على صعوبات ضخمة للتفاهم مع إيران كما أنها مؤشر على أن إيران تستعمل هذه الترسانة لإرهاب الدول الجارة والأميركيين في آن معاً .
فالحرس يرسل الصواريخ والمسيرات الى الحوثيين، وهم يستعملونها ضد المدن اليمنية والسعودية ويستهدفون المدنيين والمنشآت في آن معاً، ويشير الاميركيون الى ان بلادهم تعمل مع شركائها لمنع وصول الاسلحة من ايران الى الحوثيين، ويؤكدون ان الحرس الثوري نجح في السابق في ايصال الصواريخ مجزأة الى اليمن، وهي تتسبب بأضرار كبيرة لدى استعمالها، لكن الايرانيين يعمدون الآن أكثر الى تهريب المسيرات لأنها اصغر حجماً لكنها تتسبب بالاضرار في الوقت ذاته.
صواريخ للمفاوضات
إلى ذلك، اعتبر بن طالبلو “ان الجمع بين برنامج الصواريخ والتهديدات الناتجة عن برنامج المسيرات والصواريخ العابرة، يعني إن ايران ضعيفة تقليدياً لكن لديها قدرات بعيدة المدى، استراتيجية ومتنوعة تستطيع من خلال وهي تمكنت في الماضي من ردع ومعاقبة ومشاكسة خصومها في المنطقة”
لكن الاميركيين لديهم تقدير مختلف للأمر، فبالاضافة الى قلقهم الضخم من برناج الصواريخ القادرة على حمل رأس نووية، يعتبرون ان الايرانيين ينتجون هذه الاسلحة لتكون ايران اكثر قوة ونفوذاً، ولتكون على تساو مع الولايات المتحدة ويقدّرون ان طهران تفهم ان نتيجة الحرب ستكون سيئة ويجب ان يتمّ الاعتماد على الدبلوماسية لكن لايرانيين يريدون التفاوض من موقع قوة لانتزاع أقصى ما يمكن.
إلا أن التحذير الأكبر يأتي من انطوني كوردسمان الذي أشار إلى أن المعلومات المتداولة حول برنامج الصواريخ يأتي من مصادر علنية وتقارير صحافية “ولكن لا مصادر موثوقة” وهو يشير بذلك الى ان برنامج الصواريخ الايرانية ربما يخفي خطورة أكبر بكثير مما هو متداول!