اعتبر النائب البطريركي العام سمير مظلوم أن “زيارة البابا فرنسيس العراق هي دعوة صريحة إلى إسكات أصوات التطرف والسلاح والحروب التي دمّرت البلد، والانتقال إلى مرحلة جديدة من السلام والتعايش والتفاهم واحترام الرأي الآخر”.
وأكد، في حديث عبر “صوت كل لبنان”، أن الحبر الأعظم يزور بلاد الرافدين ليس للاطمئنان على المسيحيين فقط وإنما كل العراقيين الذي عانوا على مدى السنوات الماضية من اجرام التنظيمات الإرهابية”، مشدداً على “ضرورة رفض أي اضطهاد لأي طائفة”.
واعتبر أن “أكثر من دفع أثمان الحروب الماضية في لبنان هم أبناء الطائفة المسيحية الذين رفضوا تغيير الواقع الذي بُني على أساسه لبنان”، محذراً من أن “محاولات هدم بلدنا واضعاف المسيحيين لا تزال مستمرة حتى اليوم”.
ودعا مظلوم إلى “العودة للتاريخ لفهم موقف بكركي من التطورات السياسية الحاصلة لأن الدولة اللبنانية لم تكن موجودة لولا البطريركية المارونية التي بادرت إلى التصدّي للظلم، الذي كان يعاني منه الشعب اللبناني عموماً والمسيحيين خصوصاً”.
وعن مواقف البطريرك الراعي الأخيرة من موضوع الحياد، أشار إلى أن “البطريركية تسعى إلى أن تلعب دوراً وطنياً جامعاً وليس دوراً سياسياً في ظل اتجاه الأوضاع في البلد نحو الانهيار”، مذكّراً بأن “الراعي لم يستخدم يوماً الخطاب الطائفي بل كان يدافع دوماً عن حقوق اللبنانيين كافة”.
ورأى أن “مفهوم الوحدة الوطنية ضُرب واهتزّ عندما ابتعدنا عن الحياد ودخلنا في الصراعات الخارجية”، لافتاً إلى أن “مواقف الراعي الأخيرة تشكّل دعوة إلى الحوار والعودة إلى الأسس التي بُني عليها لبنان”.
وقال: “إن البطريرك طالب بمؤتمر دولي لأن أياً من الجهات الداخلية غير قادرة على رعاية هكذا حوار”، مشيراً الى أن “الانقسام العمودي للبنانيين يمنعهم من التحاور وتشكيل حكومة جديدة نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
وجدد التأكيد، في الختام، أن “الراعي انطلق في دعوته الأمم المتحدة إلى التدخل لحل الأزمة اللبنانية من واجبه وضميره ودوره الوطني”، معتبراً أن “اللجوء إلى الخارج جاء بعد العجز المتمادي للأطراف اللبنانية عن اجتراح الحلول للأزمات المستعصية”.