يحاول الرئيس المكلف سعد الحريري إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية من جهة وترميم العلاقة مع الخارج الذي فقد ثقته بلبنان في ظل الفساد المتستشري وغياب الاصلاحات. وللغاية، استكمل الحريري لقاءاته الخارجية باجتماع عقده اليوم في أبو ظبي مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في حضور نائب الوزير الروسي ميخائيل بوغدانوف ومستشاره جورج شعبان. في المقابل، يتعرض الحريري لحملات جراء الرحلات الخارجية التي يقوم بها عوض البقاء في لبنان والعمل على تأليف الحكومة. فما هو رأي تيار “المستقبل” في ذلك وما الجديد في موضوع الحكومة؟
عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار أكد لـ”المركزية” “أن لا تطورات جديدة في الملف الحكومي والكلام عن تخلي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الثلث المعطل نسمعه في الاعلام، لكن الحريري لم يتبلغ رسمياً بهذا الموضوع حتى نبني عليه، ولم يتصل الرئيس عون بالحريري، ليدعوه للجلوس معاً وإطلاعه على قراره بالتخلي عن الحصول على ستة وزراء ووزير للطاشناق، او لطرح ملاحظاته او تعديل الاسماء او الحقائب المطروحة”.
ولفت الى ان رفع عدد الوزراء الى عشرين “أمر غير وارد، لأنه التفاف على الثلث المعطل. والمطالبة بإضافة الوزيرين الدرزي والكاثوليكي الى التشكيلة الوزارية، تخفي بشكل واضح مطالبة لاحقة بتسمية الوزير الدرزي لإلحاقه بالفريق العوني أي ثلث معطل مستتر. حتى الوزراء الخمسة الذين سيسميهم الرئيس من ضمن تركيبة 18، فإن احد الاشكالات المطروحة هي ان الرئيس يطرح اسماء حزبية تنتمي الى التيار الوطني الحر. هذا الامر لا يجوز، لأنه ينسف كل المبادرة الفرنسية، ويحفّز الافرقاء السياسيين الآخرين الذين ارتضوا ان تكون التمثيل الطوائفي بعيد عن الاحزاب، على السير بالمثل . الحريري انتقى تشكيلته بناء على معايير المبادرة الفرنسية، اي حكومة اختصاصيين لا حزبيين، لا لتيار المستقبل ولا لأي فريق سياسي آخر، مع احترام التوزيع الطائفي حسب الدستور إنما خارج المحاصصة السياسية، لأن المحاصصة تعني إعادة التجربة السابقة التي لن يقبل بها المجتمع الدولي”.
وعن المآخذ على زيارات الحريري الخارجية عوض البقاء في لبنان والعمل على تأليف الحكومة، قال: “الحريري ينتظر تحقق كل هذه الامور. وبالانتظار، لِمَ سيبقى في لبنان، طالما هو قادر على السفر الى الخارج والقيام بأمور تفيد البلد. فهل الجلوس في البلد او في بيت الوسط او في بعبدا من دون التمكن من القيام بأي خطوات الى الامام، افضل من محاولة إعادة ترميم علاقات لبنان مع الخارج، التي أصابها ضرر كبير بفعل سياسة الفريق الحاكم، وإنشاء مظلة امان عربية ودولية حول البلد في هذه الظروف الصعبة وتأمين مساعدات لمواجهة جائحة “كورونا ؟”.
وعن الحملة على السعودية والحريري قال: “الحملة على السعودية ليست جديدة من قبل حزب الله والاعلام التابع له والجماعات المتحالفة معه، لأنها دولة عربية محورية تتصدى للهجمة والمشروع الايراني الذي يريد تفتيت المنطقة ومصادرتها لحسابه، ويحاول ان يتعاطى مع العرب المسلمين الشيعة كما ولو انهم جاليات تابعة له. السعودية هي اليوم رأس حربة في مواجهة هذا المشروع. اما بالنسبة للهجوم على الحريري، من ابواق ومنابر معلومة، فالهدف منها دفعه الى التراجع عن التزامه بالمبادرة الفرنسية، وبالتالي دفعه الى الاعتذار او الرضوخ للمطالب التي يريدها فريق عون – باسيل، وهذان الامران لن يحصلا، لن يعتذر ولن يرضخ. هناك مبادرة فرنسية موجودة، تتحدث باسم المجتمع الدولي ومدعومة عربياً ودولياً وهي الفرصة الوحيدة المتوفرة للبنان لوقف ولجم الانهيار واعادة إعمار ما تهدّم بفعل الانفجار الكارثي الذي حصل في مرفأ بيروت، والبدء بإصلاحات جدية نتمكن على اساسها من الحصول على المساعدات الخارجية، وبالتالي الحريري متمسك بهذا المسار وبهذه المبادرة حتى يصل بها الى ما يطمئن اللبنانيين الى مستقبلهم ومستقبل اولادهم”.
وختم الحجار: “هذا الانفجار الذي نراه في الشارع يعبّر عن مطالب محقة وعن وجع والم اللبنانيين، وهم لا يتعدون على الاملاك العامة او الخاصة وهذا امر جيد. وتحقيق هذه المطالب لا يكون بالحديث على منصات سياسية ولا باجتماعات فولكلورية لا تغني ولا تسمن من جوع ..الحل هو بالافراج عن مراسيم تشكيل الحكومة المعتقلة في بعبدا