اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أنه “في حالتنا البائسة واليائسة لا نعرف كما لا يعرف سائر المواطنين إلى من وإلى أين نتوجه ويتوجهون”.
وقا للمسؤولين بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج: “لقد صمت آذانكم ولم تسمعوا صرخات الشباب في الشارع من اليأس والغضب، فما حركت لديكم هذه الصرخة المدوية أي دافع وطني أو إنساني. وهكذا فإنكم لا تعرضون حلولا، بل ولا تكتفون بذلك، بل إنكم تمنعون الحلول بالقوة. ثم تزجون بالقوى العسكرية والأمنية لإخراج الغاضبين من الشارع”، وأضاف دريان: “يا جماعة، اسمحوا بتشكيل حكومة تتصدى للمسؤوليات الهائلة والمتراكمة، ثم راقبوها وحاسبوها، أما الحال الحاضر فلا يقبل به ولا يفهمه أحد بالداخل أو بالخارج! وبصراحة وبدون مواربة: إما حكومة بالأمس قبل الغد، أو لن يبقى لبناني في بيته، والجميع سيكونون في الشارع”.
وسأل: “ما الحاجة للدولة إن لم تنهض بواجباتها نحو مواطنيها؟ وهذه فكرة خطيرة لها عواقب أخطر. إن انتفت الحاجة للدولة بسبب عدم قيامها بأي من مهماتها تجاه مواطنيها؛ فإن الفوضى المدمرة هي التي تحل محلها. وهو الأمر الذي نخشاه جميعا وسط انغماس المسؤولين غير المسؤولين في التناحر على صغائر الأمور قبل كبارها”.
وشدد دريان على أن “لبنان بات يتأرجح ما بين الحياة والموت، وهو أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، فماذا يا أولي الأمر أنتم فاعلون؟ تركتم اللبنانيين لمصيرهم، يواجهون الظلم والقهر والتحديات وهم عزل، أضعتم الوطن، وهدمتم الاقتصاد، وسلبتم الناس جنى العمر، ومستقبل أولادهم، وأورثتموهم الفقر والذل والهوان، وتركتموهم في حال من الضياع، لا أمن ولا أمان، ولا راع ولا رعاة، يلهثون وراء لقمة العيش فلا يجدونها، وإن وجدوها فلا يملكون ثمن شرائها”.
وأكد أن “موقفنا واضح ونحن مع اللبنانيين في مطالبهم الإنقاذية، نحن مع إنقاذ البلاد من هول ما تعدنا به الطبقة الحاكمة، نحن مع الدستور، مع الطائف، مع معالجة الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية، نحن مع عودة لبنان إلى حياته الطبيعية، مع إنمائه وازدهاره، مع التاكيد على العيش المشترك، العيش المشترك الإسلامي – المسيحي – الآمن والكريم والمستقر، نحن مع عروبة لبنان وحضوره العربي، ودوره في كل المجالات، نحن مع لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، نحن مع وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين، لا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، يقول الدستور”.
وختم دريان قائلا: “نؤكد ما أكد وأجمع عليه أصحاب السماحة والغبطة والسيادة، رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في بيانهم الجامع، حول ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في لبنان، على التمسك بلبنان الواحد، أرضا وشعبا ومؤسسات، والولاء للوطن اللبناني والدولة، والعيش المشترك الإسلامي – المسيحي – والنأي به عن الصراعات الخارجية والحسابات الشخصية، والطموحات القاتلة، والحفاظ على السلم الأهلي الداخلي، وتطبيق الطائف نصا وروحا، والإسراع في تشكيل حكومة مهمة تعالج مشاكل لبنان الاقتصادية والمعيشية، وتنقذه من حالة الانهيار والضياع، وتعيده إلى حالة الأمن والسلام الداخلي”.