بعد انتهاء تجمع “سبت بكركي” في 27 شباط الماضي تصاعد الحديث حول انقطاع الحوار بين البطريركية المارونية من جهة وحزب الله من جهة ثانية. لكن كلام النائب حسن فضل الله كسر المعادلة، إذ كشف أن لجنة الحوار الثانية بين الطرفين تواصلت قبل يومين من الحدث في بكركي. ومن على شرفة الصرح كان البيان النداء الذي أطلقه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي طرح تصوره للحلّ حول العقد التي تشلّ البلد.
أمس الثلثاء وبعقل منفتح وإيجابي تم اللقاء بين أعضاء لجنة الحوار الثانية وضمت عن البطريركية المارونية المطران سمير مظلوم والأمير حارث شهاب وعضوي المجلس السياسي لحزب الله الحاج محمد سعيد الخنسا ومصطفى الحاج علي في مكتب شهاب في الحازمية. وبلغة الحوار الصريح والشفاف تمت مناقشة المواضيع التي شملت طرح بكركي من المؤتمر الدولي إلى الحياد والعقد السياسية التي يعانيها البلد ومعوقات تأليف الحكومة بهدف السعي لإيجاد حل للإنهيار الحاصل في البلد.
الحاج محمد سعيد الخنسا بادر بالقول “ان الحوار لم يكن مقطوعاً بين طرفي اللجنة وأكد لـ “المركزية” أن” التواصل كان مقتصراً على الإتصالات الهاتفية”. وفي موضوع الحياد لفت الخنسا الى أن “المسألة تحتاج إلى توضيح من أجل الوصول إلى مخرج لإنقاذ لبنان. وكشف أن طرح الحياد وأزمة تشكيل الحكومة أخذا حيزاً كبيراً من النقاش”. وأوضح أن ممثلي اللجنة عن البطريركية المارونية أوضحا في بداية النقاش أن العداء مع إسرائيل لا يدخل في طرح الحياد وقد ناقشنا البطريركية في طرح الحياد بشكل واضح وصريح وكان نقاش كامل وتوافقنا على عقد جلسة ثانية توضع فيها النقاط على الحروف”.
نسأل عن الملاحظات التي يطرحها الحزب في طرح الحياد من خلال ممثلَيه في اللجنة ويجيب الخنسا:” الملاحظات سنقدمها إلى جانب البطريركية المارونية فقط ولن يتم التداول بها في الإعلام”.
حتى الساعة لا موعد محددا لعقد لقاء ثانٍ بين أعضاء لجنة الحوار الثانية “لكننا لسنا في حال قطيعة مع بكركي. وعندما نرى أن هناك فرصة ذهبية سيكون هناك لقاء في بكركي بين الحزب والبطريرك الراعي. المهم اليوم هو العمل داخل اللجنة وعندما نكوّن زبدة جيدة لا مانع لدينا من مبدئية اللقاء”. وفي النقاش الحكومي أكد الحنسا على توافق الطرفين على ضرورة العمل سوياً من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة وثمة بوادر حلحلة لكننا لن نفصح عن المزيد لأن المطلوب اليوم العمل والإسراع في تشكيل حكومة لإنقاذ البلد”.
بعين إيجابية، تقرأ مصادر قريبة من حزب الله تفاصيل لقاء لجنة الحوار الثانية أمس الثلثاء واختصرت النتائج ببداية الحوار والحلحلة بين الطرفين “خصوصا أن البلد على حافة الهاوية ولا مصلحة لأحد بأن ينهيه”. وتكشف عبر “المركزية” أن الملاحظات التي وضعها الحزب على طرح الحياد تحتاج إلى نقاش ” فنحن مؤمنون بالحوار لأن البلد ما بيمشي إلا بالحوار، ولا يجوز لأي طرف الإستقواء على الآخر ولا أحد يجرؤ على ذلك”.
“الناس تعبت، وما يحصل في الشارع اليوم خير مثال على الواقع الإجتماعي والإقتصادي الذي يعاني منه المواطن. تضيف المصادر الحزبية:” لسنا ضد مطالب الناس وصرختهم في الشارع ضد الجوع. نحن مع إعلاء الصوت لكن ضد تسييس الحراك وإقفال الطرقات الرئيسية”. وتختم ” لا حل إلا عبر تشكيل حكومة، والمهم ان يلاقي الرئيس سعد الحريري بعبدا في المبادرة الجديدة “.
هل تلاقي نتائج لقاء لجنة الحوار الثانية بين البطريركية المارونية وحزب الله حراك اللواء عباس ابراهيم من أجل التوصل إلى فك عقدة التشكيلة الحكومية؟ “مبادرات اللواء تعكس مواقفنا ونحن نؤيدها.المهم أن يلاقيها الحريري”. والساعات المقبلة قد تحدد بوصلة التحركات في الشارع والمشهد السياسي الحكومي.