Site icon IMLebanon

14 آذار 2021 ذكرى رمزية وكلمات لمن بقي في نواتها

هي الذكرى 16 على أول رابع عشر من آذار، وعمرٌ من ذاك اليوم الذي “دحرج” فيه اللبنانيون الحجر السوري عن قلب لبنان. فماذا عن 14 آذار 2021؟ هل سيمر التاريخ مرور الكرام بلا روح ولا أفق أم ثمة نداء صدح من مكان ما قد يعيد تدفق الأوكسيجين في قلب من هتفوا صوتا واحدا ذات 14 آذار:حرية سيادة إستقلال؟

لم ولن ينسى نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش يوم 14 آذار 2005. ” هو أعظم يوم في التاريخ بالنسبة إليّ. يومها عشت إحساسا لن يتكرر لكنه اقتصر على يوم واحد، بعدما تم إحباط كل الآمال على مدى الأعوام المتعاقبة”.. وحتى لا يُفسّر كلامه بالإحباطي يذهب علوش إلى عمق الحقيقة ويعترف: “لقد حاولنا لكننا فشلنا في تحقيق رؤية مشهد 14 آذار أي تكوين بلد حر، موحّد، مستقلّ، ومتحرر من الطائفية المذهبية. سقط لنا شهداء، لكننا فشلنا لأن العين كانت تقاوم مخرزا”. والسؤال: أين نحن اليوم من لحظة 14 آذار، وهل ستتكرر المشهدية التي لفت ساحة الحرية في وسط بيروت؟

“من الصعب جداً أن تتكرر مشهدية لحظة 14 آذار لأنها ولدت تحت وطأة حدث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولا نتمنى طبعاً أن يتكرر الظرف المأساوي لتكون هناك لحظة ثانية مشابهة. قد يأتي شيء مشابه وبوضع وظرف مختلفين، لكن المطلوب أن يكون هناك بصيص أمل لدى الناس كما كان الحال في العام 2005. اليوم الأمل مفقود، ومن دون اتحاد بين الفرح ولو كان مغمساً بالحزن والأمل لا جدوى من التكلم عن مشهدية موازية ل 14 آذار”.

وعبر “المركزية” كشف علوش أن “النداء الذي أطلقه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قد يكون له نفس روحية  14 آذار التي  أخرجت السوري من لبنان، أما حراك الراعي فسيساهم في إخراج السلاح الإيراني من لبنان لكن المسالة تحتاج إلى وقت وتتوقف على تطور مسار الطرح الذي تقدم به غبطته. عندها يمكن أن تتغير المشهدية على أرض الواقع”.

ثوار اليوم يقودهم الإحساس باليأس من الوضع الإقتصادي فهل يقود الإحتلال الإيراني عبر أذرعه في لبنان إلى ولادة 14 آذار جديدة؟ “المشهد أمامي واضح. إذا أصر الطرف الآخر على عدم التخلي عن سلاحه وإذا استمرت إيران كجزء من المكوّن اللبناني لا حلّ إلا بتقسيم لبنان.. والكلام ليس بهدف التهويل على الناس لكن طالما أن الشريك في الوطن متفوق عليك بالسلاح ويفرض خياراته عليك فهذا يعني أننا أمام واحد من خيارين إما تقسيم لبنان أو الحرب العسكرية وهذا يكون حتما بقرار دولي”.

حتى العام 2018 كان السؤال عشية ذكرى 14 آذار: ما هي ترتيبات الإحتفالية في اليوم الكبير؟ اليوم بالكاد نسأل هل من ذكرى رمزية ولو بالكلمات؟  يوضح علوش لـ”المركزية” أن “حتى اللحظة لا يوجد أي معطى عن ترتيبات إحياء ذكرى 14 آذار لكن الثابت أن لا إحتفالية كما حصل في 14 شباط بسبب ظروف جائحة كورونا. ومن المرجح طرح ذكرى 14 آذار في اجتماع كتلة المستقبل هذا المساء. لكن أعتقد أن كل المعنيين بروحية 14 آذار سيشاركون في الكلمات” .

وعلى مستوى استعادة مكونات الذكرى يستبعد علوش الأمر “نتيجة ظروف وطنية كبرى ومنها أن المكون الرئيسي في 14 آذار، أي الحريري، يسعى لتشكيل حكومة غير سياسية، وإذا ما ذهبنا إلى أي اصطفاف سياسي يفرط البلد. وإذا كان ثمة أمل في التقاء النواة “لكن ليس في هذه اللحظة وليس من دون إشراك المكوّن الشيعي وإلا نعود إلى الإنقسام. ماذا وإلا ، يبقى الحل في مؤتمر دولي أو وطني. لكن النتيجة واحدة إعادة رسم خرائط جديدة للبلد”.

في 14 آذار 2005 لم يكن أحد يتوقع أن يحصل ما حصل.  فهل يولد 14 آذار جديد من رحم التجربة المستمرة في لحظة غضب جديدة وثورة متجددة.