كتب عيسى يحيى في صحيفة نداء الوطن:
“هبّة باردة وهبّة ساخنة” بين مستشفى بعلبك الحكومي ووزير الصحّة، فتارةً يُصدر الاخير قراراً بوقف عمليات التلقيح فيه لمخالفته الأصول والخطّة الوطنية، وتارةً يشيد بأدائه وكفاءة إدارته وطاقمه الطبّي في مواجهة كورونا، وما بينهما دور “حزب الله” في رأب الصدع بين الإدارة والوزير.
يعمل مستشفى بعلبك الحكومي، شأنه كسائر المستشفيات في لبنان، وِفق الإمكانيات المتاحة لمواجهة جائحة “كورونا”، ويسجّل له إستقباله مرضى مصابين من بيروت والمحافظات الأخرى إضافة إلى بعلبك الهرمل ودقّة الفحوصات التي تصدر عن مختبره. وفيما تقلّص دوره خلال الأعوام السابقة لصالح المستشفيات الخاصة والمحسوبة كل على جهة، جاءت أزمة الوباء لتصبّ في خانة تفعيل دوره وتجهيزه وِفق ما يأمله البقاعيون الذين يعجزون عن الدخول إلى تلك المستشفيات.
إستبشر البقاعيون خيراً مع وصول إبن مدينة بعلبك الدكتور حمد حسن إلى وزارة الصحّة، وقبله الوزير جميل جبق الذي افتتح في عهده قسم الدواء في مستشفى بعلبك الحكومي، وقدّم الوزير حسن جهاز فحوصات “كورونا” من مختبره الخاص كهديةٍ إلى المستشفى والأهالي، وبعدها افتتاح قسم خاص بكوفيد 19 وزيادة عدد الأسرّة وصولاً إلى اعتماده مركزاً للتلقيح. وبعد ثلاثة أيام على بدء العمل فيه، أصدر الوزير قراراً بوقف إعتماده لمخالفته الأصول والقواعد الموضوعة.
مصادر خاصة أشارت لـ”نداء الوطن” الى أنّ وقف التلقيح كان بسبب تلقّي العديد من الناس ومن أعمار مختلفة اللقاح، في وقت كان مخصّصاً لمن هم فوق الـ 75، إضافة إلى تسريب أسماء من أقارب لمسؤولين حزبيين وإداريين وسط عدم تحرّك مدير المستشفى”.
واضافت المصادر “أنّ ما حدث هو شبيه بما جرى في مختلف المستشفيات وما عُرف بفضيحة اللقاح، لكنّ الأمر أبعد من ذلك، فالعقاب للمستشفى كان بسبب خلاف سابق على إدارته ومن يتولّاها بعد إنتهاء ولاية المدير السابق حسان اليحفوفي وتعيين الدكتور عباس شكر المحسوب على “حزب الله”، حيث سعى أحدهم إلى اقتراح اسم قريب منه لتعيينه من دون أن يلقى موافقة”.
وتابعت المصادر “إنّ أوضاع المستشفى منذ ذلك الوقت ليست على ما يرام، فـ”حزب الله” الذي يسعى لتطوير المستشفى ويضع يده على معظم تفاصيله، يسعى أيضاً لرأب الصدع وتحسين العلاقة بين الوزير المحسوب عليه في الحكومة وبين مدير المستشفى الذي اقترحه وعيّنه”. وأمس، قدّمت قيادة منطقة البقاع في “حزب الله” تجهيزات 10 أسرّة عناية فائقة لمستشفى بعلبك الحكومي، برعاية الوزير حسن، وحضور مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر ومعاونه هاني فخر الدين ومدير المستشفى الدكتور عباس شكر وشخصيات.
ونوّه الوزير حسن بأداء ودور مستشفى بعلبك الحكومي في مواجهة جائحة كوفيد 19 “حيث بات يستقبل مرضى من كلّ لبنان بفضل دور وكفاءة إدارته وكادره الطبي والمخبري والتمريضي، وتحوّل المستشفى بأقسامه كافة إلى مستشفى متخصّص بـ”كورونا”.
بدوره، دعا مدير المستشفى الأهالي إلى الإسراع في التسجيل على منصّة لقاح “کورونا” حتى تتسنّى للجميع الحماية من هذا الفيروس، مؤكّداً أنّ مركز التلقيح في مستشفى بعلبك الحكومي المعتمد من وزارة الصحة العامة سيعمل حسب الأصول المتّبعة من قبل اللجنة الوطنية للتلقيح.