IMLebanon

لم يضغط “الحزب” بقوة لتشكيل الحكومة؟

كل ما يدور في افق التشكيل الحكومي من مبادرات الداخل الى اتصالات الخارج وتحركاته يؤشر الى تطورات لا بدّ ان تستجد في الملف قريباً، ليس من باب الشعور الوطني لدى المسؤولين السياسيين، الذي بالركون اليه، كان لا بد للحكومة ان تكون مُشكّلة منذ سبعة اشهر والبلاد على طريق التعافي، بل بفعل بلوغ الجميع خط النهاية حيث يتوجب الاختيار بين واحد من مسارين، الانهيار التام ونتيجته الحتمية عقد المؤتمر الدولي من اجل لبنان الذي دعا اليه ويدفع في اتجاهه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن خلفه القوى السيادية، او تشكيل الحكومة.

على قاعدة أهون الشرور، تقول مصادر سياسية تتابع تطورات الوضع اللبناني عن كثب لـ”المركزية”، ان السلطة الحاكمة عموما وحزب الله في شكل خاص يريدان بقوة تشكيل الحكومة، والا لما كان القبول بالطرح القاضي بعدم منح اي فريق الثلث المعطل ولما كانت المواقف المنقولة من ايران وروسيا تنتقد هذا الثلث. ان ظروف مبادرة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم التي كشفت “المركزية” تفاصيلها سابقا، تختلف كليا عن تلك التي سادت كل مراحل الوساطات في اطار التشكيل. ذلك ان الاوضاع بلغت حدها والتدهور يسير بسرعة جنونية مكابحه معطلة، ولا بد ان الاصطدام سيقع ومعه الانفجار الشامل، ومقوماته باتت متوافرة بالكامل من سعر الصرف الى اسعار المواد الاستهلاكية والمحروقات والنقمة الشعبية العارمة التي باتت الاجهزة الامنية والعسكرية في صلبها، يحاولون استرضاءها ببضعة ملايين على مدى ستة اشهر ليمتصوا نقمتها، والعتمة الشاملة التي بشّر اللبنانيين بها اليوم الوزير ريمون غجر، لتزيد ايامهم السوداء سواداً، وهو الذي كان حتى الامس القريب يطمئن ويؤكد ان لا داعي للهلع، فالكهرباء ستتوافر والعتمة لن تحل.

ازاء هذا الواقع، تعتبر المصادر ان حزب الله شغّل بأقصى سرعة كل محركاته للافراج عن الحكومة، المنفذ الوحيد للهروب من المؤتمر الدولي الحتمي، اذا ما وقع الانفجار، بما يعني انعقاده على مستوى ما قد يواجهه الحزب لجهة طرح ملف سلاحه المُطالب بحصره بالشرعية، بعدما انتفت مقومات استمرار وجوده. وفي موازاة ترطيب الاجواء من بعبدا، ارسل الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط رسائله الحكومية التلطيفية، ولوّح الرئيس حسّان دياب بالاعتكاف، وارتفع الدولار الى ما فوق العشرة الاف ليرة واشتعل الشارع. عناصر تجمعت دفعة واحدة في تزامن غير بريء حكما، يهدف الى ممارسة اقصى درجات الضغط على الاطراف المعنية بالتشكيل للنزول عن شجرة مطالبها العالية وفتح مسلك تشكيل الحكومة، خشية ان تفتح الابواب الدولية لازمة لبنان.

كرة الضغط في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري الملتزم الصمت المطبق حتى الساعة، فكيف يتلقفها؟ هل بقبول المبادرة وزيارة بعبدا بعد لقاء يفترض ان يجمعه باللواء ابراهيم، لتولد الحكومة قبل بلوغ خط النهاية، ام باعتذار ما زال البعض يدفع نحوه ويتمناه، فيما تؤكد اوساط بيت الوسط انه غير وارد؟