كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
امام الازمة العالقة في عنق الزجاجة منذ اكثر من سنة، حيث الحلول والعلاجات ليست ناجعة… يطرح السؤال، هل لبنان بحاجة الى ثورة من نوع آخر، تحملها قيادات واعية قادرة، مع برنامج قابل للتنفيذ لا شعارات فضفاضة لا رابط بينها؟!
يجيب مرجع سياسي لـ وكالة “أخبار اليوم” بالقول: “فشل الثورة، ليس اقل من فشل الطبقة السياسية”.
ويستغرب كيف ان الثوّار، وعلى الرغم من جرعات الدعم التي نالوها لا سيما من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال للبنانيين لا تسكتوا، ثم قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي أكد ان “العسكريين يعانون ويجوعون مثل الشعب”… لم يركّزوا خطواتهم ولم يعدّوا برنامجهم للمواجهة من خلاله.
وهنا يقارن المرجع بين خطاب الراعي في 27 شباط وكلمة العماد عون في 8 آذار، قائلا: البطريرك ادلى بخطاب وطني سياسي سيُبنى عليه، لا سيما وانه يتناول مصير البلد، في حين ان قائد الجيش وجه كلمة الى العسكريين، كردة فعل على الاتهامات التي توجه الى المؤسسة العسكرية، وعلى محاولة زج الجيش في مواجهة مع الناس.
ويضيف: لكن في المقابل، التقى الرجلان على رفض سياسة السلطة القائمة، وعلى دعم الشعب والثورة، وايضا على رفض اداء السلطة السياسية… وصولا الى العهد القائم في البلد…
وردا على سؤال حول علاقة “الثورة” بالاحزاب؟ يرى المرجع انه اذا كانت الثورة لا تنجح دون الاحزاب، فماذا يعني رفضها للطبقة السياسية؟ اذا كانت الثورة تتكل على جماهير الاحزاب للحشد، فهذا يعني ان لا كيان لها ، بالتالي اما عليها ان تنسحب او ان تبحث عن سبل اخرى للتعبير.
واذا كان الجميع في حالة عجز، فما الحل؟ يجزم المصدر ان لا حل الا بمؤتمر دولي، فلو كانت الحلول الداخلية ممكنة، لما كان الراعي قدّم هذا الطرح. وختم داعيا الاطراف السياسية، لا سيما تلك التي تعتبر نفسها معارضة، ان تعمل الى جانب البطريرك للوصول الى هذا المؤتمر، وتوفير ظروف نجاحه.