كتب مايز عبيد في صحيفة نداء الوطن:
خيّم الحزن الأربعاء على منطقة زغرتا التي فقدت الشابين الياس مرعب ونعمة نعمة في حادث سير أليم. وفي التفاصيل أنه وبينما كان الشابان متّجهين من الشمال نحو بيروت، اصطدمت سّيارتهما الـ”كيا” بشاحنة وضعها محتجّون في عرض أحد مسربَي الأوتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة بيروت بالشمال. وسرعان ما لقيا حتفهما. وهذه الشاحنة أُخذت من سائقها السوري ورُكنت على طريق عام الشمال – بيروت… ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بالنبأ وانهالت التعليقات التي انتقدت ما يحصل على الطرقات واعتبرته أشبه بسلوك قطّاع الطرق. وقد شيّعت زغرتا الشابين وسط إطلاق نار كثيف وحال من الأسى واللوعة التي سادت البلدة.
وفجر أمس، قامت وحدات من الجيش اللبناني بفتح الطرقات المقفلة على طول الأراضي اللبنانية، بما فيها طرقات الشمال.
وبالعودة إلى مسألة قطع الطرقات فلطالما شكّلت موضوعاً خلافياً بين المحتجّين على الأرض ومعارضيهم وحتى ضمن قوى الإعتراض نفسها، حيث شهدت الأيام الخمسة الأخيرة تبايناً واسعاً في الآراء حول الجدوى من قطع الطرقات؛ حيث يقتصر تأثيرها على المواطن العادي ولا يمكن أن يؤثر في السلطة بأيّ شكل من الأشكال.
رئيس بلدية زغرتا انطونيو فرنجية قال لـ”نداء الوطن: “نترحم على الشابين الياس مرعب ونعمة نعمة اللذين كانا متوجّهين إلى بيروت واصطدما بشاحنة لشخص أرمني يقودها شخص سوري، ركنت في الطريق لقطعها. طبعاً هناك حزن في زغرتا ولكن الأوضاع هادئة. نحن مع المطالبة بحقوق الناس، ولكن بأساليب لا يكون فيها ضرر للناس ولا تتسبّب بموت الناس، خصوصاً وأننا نرى أن قطع الطرقات على بعضنا البعض لا يأتي بنتيجة. هناك فرق بين أن تقطع الطريق في أي مكان وبين أن تذهب لتحتجّ في مكان يكون فيه الإحتجاج ذا جدوى”.
وعن خطوة الجيش اللبناني بفتح الطرقات قال فرنجية: “الجيش نفّذ ما طلبه رئيس الجمهورية في الإجتماع الإقتصادي الأمني الأخير، لا شك أن المرحلة دقيقة وعلينا الإنتباه والوعي حتى تمرّ الأمور بسلام، والتفاهم هو الذي يجب أن يحكم هذه المرحلة، والحوار هو السبيل الوحيد الذي من شأنه أن ينقذ البلد”.
ومع عودة الحركة إلى طبيعتها على طرقات الشمال بعد قيام الجيش اللبناني بفتح الطرقات، عادت حياة الناس إلى مجراها وبقيت الأزمات التي يرزح المواطن تحت نيرها. فشهدت مناطق الشمال أمس ازدحاماً غير مسبوق على محطات البنزين والمازوت لا سيما في مدينة طرابلس وفي محافظة عكّار. كذلك اشتكى المواطنون من ارتفاع إضافي في أسعار السلع والمواد الغذائية والتموينية في السوبرماركتْ حيث تجاوزت حدوداً غير معقولة. وفي عكار، قام فريق من وزارة الإقتصاد – مديرية حماية المستهلك، وبمؤازرة من أمن الدولة (مكتب حلبا)، بدوريات على محطّات المحروقات ومحلات السمانة لمكافحة الإحتكار، وتم تنظيم محاضر بالمخالفين. وعلمت “نداء الوطن” من مصادر مطّلعة أن “عدداً من محطات البنزين والمازوت كانت تخزّن هذه المواد في خزاناتها وترفض بيعها للمواطنين بحجّة أنها مقطوعة منذ أيام، بينما كانت هذه المحطات تنتظر صدور جدول الأسعار الجديد الذي سيحمل ارتفاعاً إضافياً في أسعار المحروقات، ليتم بيعها على التسعيرة الجديدة”.
إلى ذلك ما زالت مناطق الشمال تعيش على وقع التقنين القاسي في التيار الكهربائي إلى جانب الإنقطاع المتواصل في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما يستمر وباء “كورونا” بالفتك بالمواطنين حاصداً مئات الإصابات يومياً.