أشار الوزير السابق ريشار قيومجيان الى ان استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون لا تكفي، اذ يستطيع أن ينتخب المجلس خلفاً شبيها لعون، وفي هذه الازمة عندما يصادف المسؤول هذا الكمّ من الأزمات وعدم القدرة على معالجتها، يجب ان تستقيل السلطة، وما حصل ان الحكومة استقالت وبقي رئيس الجمهورية، ورغم المطالبة باستقالته فان عون يحمي نفسه من الاسقاط بواسطة الشارع.
وقال قيومجيان في حديث ضمن برنامج “استجواب” مع الزميلة رولا حداد عبر إذاعة “لبنان الحر”: نحن نعرف ان عون لن يستقيل ولا يمكن إجباره على ذلك ولكن استقالته يجب ان تتكامل مع حل شامل من خلال انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج مجلس جديد ورئيس جديد والوصول الى حكومة جديدة.
وعن التحركات الاحتجاجية واتهام القوات بالوقوف وراءها قال: لم ننزل الى الشارع بقرار وتنظيم حزبي ومن الطبيعي أن يكون هناك قواتيون بين المتظاهرين لان الجوع لا يميز أحداً، ولكن هناك من ضلل الناس بهذه الفكرة ولصرف نظر الرأي العام اتهموا القوات بالوقوف وراء قطع الطرق .
وعن كلام قائد الجيش العماد جوزيف عون، اعتبر قيومجيان انه عبّر عن وجع العسكر الذي يريد ان يأكل ويطعم عائلاته، مطمئناً في الوقت نفسه ان المؤسسة مستمرة في حماية اللبنانيين والقيام بواجبها.
وعن العلاقة مع الحريري وتيار المستقبل أجاب: ليس سرًّا ان هناك خلافًا بوجهات النظر حول إدارة الشأن العام لكن هذا لا يفسد في الود قضية، فنحن نجتمع على الأمور السيادية وطبيعي ان يكون هناك خلافات بين الفرقاء السياسيين وللتوضيح، فهناك اختلاف وليس خلافاً بيننا ونتفق أيضاً مع الحزب الاشتراكي على مبادئ ونضالات مشتركة لبناء الدولة.
وقال: لا شكّ أنّنا من الداعمين الأساسيين لمشروع دعم الأسر الأكثر فقراً ولكن معالجة هذا الموضوع ومقاربته كما كل الازمة لا تتم حسب الرغبة. أضاف: نحن نملك مقاربة شاملة لكلّ أزمات لبنان والسلطة كانت بحاجة لهزة ضمير لمعالجة الأمور ليس فقط بجلسة تشريعية بل عبر تشكيل حكومة.
وتابع: نحن مع انفسنا والناس ولبنان بخير وضميرنا مرتاح أننا نفعل الأفضل لهم ونرى أن التشريع “من هون وهونيك” لن يفي بالغرض بل نحن مع تشريع الضرورة عند اللزوم .
وسأل: الى أين ستوصلنا الأزمة الوجودية التي يعانيها لبنان؟ نحن نضمّد الجروح ولا نعالج الوضع القائم ونحن نضغط باتجاه وجود حكومة فاعلة وحلول دائمة وجذرية له .
ولفت قيومجيان الى أنّنا اليوم في عملية مواجهة والتي يراها كلٌّ على طريقته ولا نرى جدوى من استقالتنا من مجلس النواب في الوقت الحالي ونتصرف وفقاً لقناعاتنا. وأردف: لسنا ضد سلفة الكهرباء ولسنا ضد الزيادة للعسكر ولكن من أين سنأتي بالمال؟ هل مما تبقى من احتياطي في مصرف لبنان؟ لن نقبل بالمس بالاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان لأنه يمثل ودائع الناس.
وقال: إن كان الجواب نعم فنحن ضد لأننا اختبرنا ان 80% من دعم المصرف يُهرَّب. أكيد أن داتا العائلات الأكثر فقراً موجودة ولكن معايير الفقر اختلفت والنسبة ارتفعت وفقاً للظروف والعائلات الجديدة يجب أن تضاف بعد التدقيق بها وأي عدد يفوق الموضوع في البرنامج يجب أن يُدَقق به.
وتابع: عندما يذهبون إلى اجتماعات الناقورة برعاية الولايات المتحدة وعندما يختارون الإيراني والسعودي والأميركي والروسي أليس هذا تدويلاً؟ لم يبق أمام اللبنانيين إلا طلب النجدة.
وإذ رأى ان أي تسوية يمكن ان توصلنا الى الانهيار، أكد ان الأمور بيدنا اذ يمكن لرئيس الجمهورية ان يبادر ويشكّل حكومة مع الرئيس الحريري في أسرع وقت والا فالبلد ذاهب حكماً الى الانهيار.
وأشار الى أننا لا نريد حكومة تسووية فهناك خارطة طريق فرنسية ومسعى روسي يقاربها لتشكيل حكومة مهمة إصلاحية، معتبرًا أنّ الرئيس الحريري يريد تشكيل حكومة وإلا ما كان عليه ان يبادر ويطرح نفسه مرشحاً ولكن بمواصفات المبادرة الفرنسية وليس وفق منطق الحصص، وللأسف ان الأمور تنحى الى هذا المستوى. نحن بحاجة لأشخاص كفوئين يحظون بالثقة الداخلية والخارجية لمساعدتنا في المرحلة المقبلة.
وتمنى معالجة قريبة لأزمة لبنان فهناك خياران للحلّ: تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية أو الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة والا كان الله بعون لبنان.