“لبنان لن يعرف الاستقرار والازدهار في ظل سلاح حزب الله”
هذا ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في أيلول 2020 في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويدرك الجميع في لبنان وحول العالم مدى دقة وصوابية هذا الكلام.
لا إمكانية لقيام دولة فعلية في لبنان في ظل سلاح “حزب الله”.
لا إمكانية لخلاص لبنان من الانهيار المالي والاقتصادي في ظل سلاح “حزب الله” لأن أحداً لن يقدّم مساعدة للبنان في ظل هذا السلاح الإيراني، ولبنان لا يستطيع في وضعه الحالي من النهوض مجدداً من دون مساعدات دولية وعربية بشكل خاص، وهذا ما تقرره المملكة العربية السعودية تحديداً لأن أي دولة عربية لن تقدّم دولاراً واحداً للبنان ولن تعود إلى الاستثمار وإرسال السيّاح من دون ضوء أخضر سعودي.
ولا إمكانية أيضاً لإجراء الإصلاحات المطلوبة في ظل سلاح “حزب الله” لأن الإصلاحات في قسم كبير منها ستصيب موارد الحزب التي تغذيه على حساب الدولة.
ولا إمكانية لمحاربة الفساد وإسقاط الفاسدين ومحاسبتهم في ظل سلاح الحزب الذي يمنع المحاسبة ويعطّل عمل القضاء والأجهزة الأمنية. ولا إمكانية لنجاح أي ثورة اجتماعية في ظل هذا السلاح الذي أسقط ثورة 17 تشرين!
إنها الحقائق المجرّدة، وبكل واقعية، مهما حاول المسؤولون في لبنان كما قسم من اللبنانيين تجاهلها عبر ممارسة سياسة النعامة ودفن الرؤوس في الرمال خوفاً من أي مواجهة مع الحزب!
في 14 آذار 2021 نستعيد الذكرى الـ16 لـ”ثورة الأرز” التي أثمرت الانسحاب العسكري والاستخباراتي السوري من لبنان، ولو بعد 50 سنة سيكون من المستحيل على لبنان استعادة سيادته الكاملة والناجزة بوجه سلاح الحزب من دون انتفاضة شاملة للبنانيين.
ليس الوقت مناسباً للصراعات الداخلية بين الأحزاب ومجموعات المجتمع المدني وغيرها. ليس الوقت لتصفية الحسابات السياسية على الإطلاق، لأنكم إن لم تخوضوا معركة السيادة موحدين سينهيكم “حزب الله” بالمفرّق بحيث تخسرون كل شيء. حين تحققون السيادة الفعلية للدولة تصبح كل المعارك مباحة، أما معركة السيادة بوجه السلاح غير الشرعي فلا يمكن الانتصار فيها إلا بالتكاتف والتضامن بين جميع الذين يؤمنون بسيادة الدولة وحصرية السلاح كمدخل للنهوض بلبنان من كل أزماته.
لا تنتظروا اغتيالاً كبيراً من جديد كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتنتفضوا. لا تنتظروا انفجاراً اجتماعياً هائلاً. ولا تنتظروا أن يهبّ الخارج لمساعدتنا إن لم نساعد أنفسنا ونقف وقفة واحدة لننقذ بلدنا ودولتنا واقتصادنا.
المطلوب ثورة شاملة بوجه سلاح “حزب الله” اليوم اليوم قبل الغد.
المطلوب توحّد أكثرية اللبنانيين حول سيادة الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية الشرعية ورفض كل سلاح غير شرعي وإنهاء الهيمنة الإيرانية لنتمكن من استعادة عافية بلدنا واستقراره وازدهاره.
في 14 آذار 2021 تحية لكل من سقط شهيداً على درب الاستقلال الثاني، وألف تحية وتحية لمن سيهبّ لخوض معركة الاستقلال الثالث بقيادة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
فليكن قرارنا لبنانياً صافياً. لنُسقط كل مخاوفنا، ولنحدّد عنوان معركتنا لنخوضها بكل ما أُوتينا من قوة وعزيمة وإيمان. وطننا يستحق منّا أن نستعيده، ومستقبل أولادنا وشبابنا أغلى ما يمكن أن نناضل من أجله، ولا خيار غير خوض معركة استعادة السيادة وتحقيق الاستقلال الثالث ليبقى لبنان الذي نعرفه، وطن الحريات، ويعود بلد الازدهار والفرص الذهبية…