كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
يطلّ الإعلامي بيار رباط مساء كلّ أحد على شاشة الـ”MTV” في برنامجه “ع غير كوكب”، معالجاً وضيوفه بعض المواضيع بطرق تنسي المشاهدين الظروق الصعبة التي نمرّ بها، من دون ان يخلو الأمر من بعض “الزحطات” المباشرة على الهواء. “نداء الوطن” التقت رباط فكان هذا الحوار.
هل نجح برنامجك في إدخال الفرحة الى قلوب المشاهدين؟
الهدف “تبريد” قلوب الناس، فنحن نتناول المواضيع بوجهات نظر مختلفة ونحاول الإبتعاد عن الواقع قدر المستطاع. في زمن ليس ببعيد، كانت الناس تهرب من واقعها عبر السهر في الحانات أو تناول العشاء في المطاعم. وفي ظلّ التدابير الإحترازية المتّخذة للحد من انتشار “كورونا” يبقى برنامجنا “تنفيسة” أمل.
كيف تضبط برنامجك مع “زحطات” يوري مرقدي المتتالية التي دفعتك الى الإعتذار مرات عدة؟
نحاول الإبتعاد عن “الزحطات” لكن برنامجنا مباشر، وضيوفنا من خلفيات متنوعة، وبالتالي بعضهم عفوي ولا يختار عباراته بدقة. ولكن لماذا التوقّف عند ما يقوله يوري مع كل ما نراه من كلام متدنٍ على “السوشيل ميديا”؟ كانت “غلطة الشاطر بألف” وأصبحت اليوم “بمليون”، خصوصاً أنّ بعض الكارهين ينتظروننا على “زحطة”!
أيمكن أن تعلّق على ما حصل الأسبوع الفائت مع الدكتورة ساندرين عطالله، والحوار الذي دار بينها وبين يوري مرقدي حول استخدام كلمة “مهبل”، ولم يتوقف الأمر هنا بل علّق ضيوفك على الفيديوات التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بحدّة واصفين صوتها “بالمغري”؟
اعتذرت من عطالله عبر “تويتر” ولكنها رفضت إعتذاري. لكني أشير هنا الى أنّ هذا النوع من الأحاديث حساس ودقيق ما سبب “زحطة” على الهواء لم نردها أساساً، وافضل عدم التطرّق الى هذا الموضوع ولا أريد اعطاءه أكبر من حجمه.
كيف تقيّم برنامجك؟
أقدم هذا النوع من البرامج منذ 11 عاماً، لكن الجو العام أجبر الناس على المكوث في المنازل فارتفعت نسبة المشاهدة بنسبة 30 في المئة، مقارنةً مع برامجي السابقة علماً أنّ البعض ينتقد ما نقدمه، والبعض الآخر يمدح فقراتنا. نشارك الناس الوجع على طريقتنا الخاصة.
هل من خطوط حمر في برنامجك؟
نحاول مناقشة المواضيع بإحترام ووعي ومسؤولية. لذا أقاطع الحوار الذي يأخذ منحى غير مناسب. قد نتناول مواضيع الجنس والسياسة والدين والفن وغيرها بطرح أفكار بنّاءة ونقاط محفّزة للنقاش والتفاعل.
أيمكن أن نراك على شاشة غير الـ”MTV”؟
ممكن في حال وفّرت لي محطة اخرى ما تقدّمه لي الـ”MTV”… وهو أمر صعب جداً!
ما هي خططك المستقبلية؟
لا يمكنك التخطيط في بلد مثل لبنان، فالرؤية ضبايبة ناهيك عن فيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم وفرمل الخطط. لكنّي أطور نفسي دائماً لتقديم الأفضل والتعلّم من الأخطاء.
ما الذي تعلّمته من تجربة “كورونا”؟
قبل كورونا، كنا نعيش الحياة وكأنّ كلّ شيء “مسلّم به”. أتذكر مثلاً حين قضيتُ شهر العسل في إندونيسيا، ومللنا أنا وزوجتي من البحر. أما اليوم فأتمنى أن أقصد الشاطئ اللبناني من دون قناع، وأن اتناول الطعام مع أصدقائي على طاولة واحدة! علّمتنا الجائحة تقدير نعمة كلّ لحظة، وشكر الله على كلّ ثانية. فأنا لم أر والدتي منذ عيد الميلاد الفائت، بينما كنّا نرتشف القهوة يومياً. أتمنى انقضاء الفيروس كي أضمّها وأقبّلها طويلاً.
لمن اشتقت كثيراً؟
اشتقت لوالدي وشقيقتي كثيراً. أصلّي لهما يومياً وعسى أن تستجاب صلاتي فأتحمل الفراق.
ما هي الحكمة التي تنقلها لأولادك؟
أدعوهم الى الإستفادة من كلّ لحظة يعيشونها، وأن يقدروا كلّ ما يدور من حولهم.
أتشجعهم على مغادرة البلاد؟
لا يمكنني أن افرض عليهم العيش كما أنا اريد، وإن وجدوا مستقبلهم خارج لبنان فسأكون أوّل الداعمين لهم. فالإنسان يولد مرة واحدة، لذا عليه العيش بكرامة وفرح وحب.
هل تفكّر بالهجرة بدورك؟
يجب ان نبقى في لبنان رغم كل المصائب، فبلدنا يحتاج الى صمود كلّ منا. وتقع مسؤولية حثّ الرأي العام على التفكير بايجابية وتشجيعه على البقاء في وطنه لبناء بلد أفضل على عاتقنا كاعلاميين. وأقول للبنانيين: لا تدعوا أيّ شيء يدّمركم واعلموا أنّنا قد نعيش في ظروف أصعب من التي نمرّ بها اليوم!
ولكنّ معظم الشباب اللبناني غارق في البطالة والفقر. كيف تطلب منه البقاء في وطنه؟
أنا لا أدعو الشباب اللبناني الى البقاء في لبنان من دون عمل، فمن تسنح له الفرصة ليحسن أوضاعه فليحاول في الخارج. ومن يعمل يمكن ان يتحمل الوضع ويبقى في بلده. فلمن نترك الوطن ان غادرناه جميعاً؟
إذاً لم تحقق ثورة “17 تشرين” أهدافها؟
يجب تحديد أهداف الثورة وغايتها ومفاهيمها للإجابة على هذا السؤال. لا يمكننا السير بحسب مقولة “على باب الله” بل علينا العمل للتغيير. نحن شعب يريد ربح شبكة اللوتو من دون شراء البطاقة!
هل تندم على أخطاء ارتكبتها؟
لا أندم أبداً. بل اتعلّم من نجاحي وفشلي. خلقنا الله لنثابر ونتصدّى للظروف الصعبة بعيداً عن الاستسلام.