يبدو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري التقط مؤشرات “اللحظة المؤاتية” إقليمياً ودولياً للانتقال من دفة الاحتياط إلى “خط الهجوم” على ملعب التأليف، فبادر إلى قيادة حركة مكوكية باتجاه مختلف الأطراف، لكن اندفاعته هذه سرعان ما اصطدمت بـ”حائط الصد” الذي ينصبه النائب جبران باسيل عند مربّع القصر الجمهوري، الأمر الذي خلّف امتعاضاً عارماً في عين التينة عكسته كتلة “التنمية والتحرير” أمس بتصويبها على ضرورة أن يقلع “المعنيون بالتوقيع على المراسيم” عن رمي كرة المسؤولية من ملعب إلى آخر وأن يبادروا إلى “وقفة تاريخية مسؤولة” من أجل تسهيل التأليف و”إزالة العراقيل التي أعاقت وتعيق إنجاز حكومة مهمة تنقذ لبنان مما يتهدد وجوده”.
لكن على الضفة المقابلة، نقلت أوساط مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أجواءً تشاؤمية حيال إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب على اعتبار أنّ “كلّ ما كان يعوّل عليه من عوامل يمكن أن تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان”، مشيرةً إلى أنّ “الفرنسيين يضغطون في كل الاتجاهات ولم يسفر ضغطهم عن أي نتيجة حتى الساعة، وكذلك كل المبادرات والمساعي التي يقوم بها رئيس مجلس النواب أو سواه لن تكون نتيجتها إلا سراباً”.
وإذ شددت على أنّ “المواقف لا تزال على حالها مع استمرار كل طرف بالتخندق في مربعه”، لفتت الأوساط نفسها إلى أنه “بعد فشل كل المحاولات والمقاربات التي سعت خلال الفترة الماضية إلى تقريب وجهات النظر الحكومية، لم يعد هناك من يستطيع أن يحدث أي خرق في جدار الأزمة، وإن كان ثمة من لا يزال يتحرك أو يحاول المبادرة فلن يكون بمقدوره تحقيق ما عجز عن تحقيقه غيره”.