IMLebanon

لمَ تُعتبر الفاصولياء ضرورية للجسم؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

عند التطرّق إلى المأكولات الغنيّة بالبروتينات، يتمّ غالباً التفكير أولاً في اللحوم، رغم أنّ البقوليات، وتحديداً الفاصولياء، تُعتبر بدورها مصدراً مُهمّاً لهذه العناصر الغذائية، بالإضافة إلى تقديمها فوائد كثيرة للجسم. لكن لمَ ينصح الأطباء بالحصول على حصصٍ إضافية منها؟

يميل الأطباء إلى الطلب من معظم الأشخاص بتناول الفاصولياء، نظراً للمنافع التي تقدّمها للجهاز الهضمي والجسم بأكمله.

وفي ما يلي الأسباب التي تحدّث عنها اختصاصي الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي الدكتور نيكت سونبال، من نيويورك، التي يجب أن تدفعكم إلى تناول مزيد من الفاصولياء:

-مصدر بروتيني عالي الجودة

بالنسبة إلى النباتيين أو الأشخاص الذين يريدون خفض استهلاك اللحوم، فإنّ الفاصولياء تُعتبر بديلاً ممتازاً، لاحتوائها على كميات كبيرة من الأحماض الأمينية. غير أنّ ما يميّزها عن اللحوم هو عدم احتوائها على الآثار غير المرغوبة مثل الدهون المشبعة التي ترفع معدل الكولسترول في الدم. إنّ كوباً واحداً من الفاصولياء المطبوخة يزوّد الجسم بجرعة بروتينات تتراوح بين 11.6 إلى 15.6 غ وفق نوعها. كذلك تحتوي الفاصولياء على الفولات، والحديد، والماغنيزيوم، والزنك، وبعض الأوميغا 3 التي تُغذي الميكروبيوم المِعوي، وتُقوّي القدرة على منع السموم والبكتيريا الضارة من دخول مجرى الدم.

– غنيّة بالألياف

من أفضل مزايا الفاصولياء أنها مصدر بروتيني مليء أيضاً بالألياف الصحّية التي تنظّم حركة الأمعاء ومستويات السكّر والكولسترول في الدم. هذا الأمر يخفض خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني والآثار الضارة لزيادة نسبة السكّر في الدم على الجهاز الهضمي. اللافت أيضاً أنّ الألياف القابلة للذوبان، كتلك المتوافرة في الفاصولياء، قد تساعد على خفض معدلات الكولسترول السيئ، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ضغط الدم والالتهاب، والأهمّ أنها رُبطت بتقليل خطر أمراض القلب.

– تدعم خسارة الوزن

إستناداً إلى «Mayo Clinic»، فإنّ المأكولات الغنيّة بالألياف تحتوي غالباً على كالوريهات أقلّ مقارنةً بالمأكولات الأخرى، ما يعني أنه يمكن الحصول على الحصة ذاتها بسعرات حرارية أقل. إنّ الفاصولياء تتضمّن كالوريهات أقل من المصادر البروتينية الأخرى كاللحوم الحمراء والدجاج، وبالتالي فهي تشكّل إضافة جيّدة إلى الغذاء لأي شخص يريد خسارة الوزن وفي الوقت ذاته تزويد جسمه بأهمّ المغذيات. كما أنّ الجرعات العالية من الألياف في الفاصولياء قد تمنح الشبع لوقت أطول، من دون الشعور برغبة في اللقمشة. إشارة أيضاً إلى أنّ الفاصولياء قد تنظّم الحاجز المِعوي وتساعد على زيادة عدد البكتيريا المِعوية الجيّدة، الأمر الذي يساهم في ردع حالات مثل الالتهاب، والبدانة، والسكّري، وأمراض القلب.

– مليئة بمضادات الأكسدة

تحتوي الفاصولياء على الكثير من حامض الفوليك ومضادات الأكسدة المرتبطة بخفض مخاطر بعض الأنواع السرطانية بما فيها سرطان القولون والمستقيم. وتُعتبر المواد المضادة للأكسدة مهمّة، لأنها تستطيع الوقاية أو تأخير بعض أنواع تلف الخلايا. من الأفضل الحصول عليها من الغذاء الصحّي الغنيّ بالأطعمة النباتية، علماً أنّ الأبحاث لم تُظهر أنّ مكمّلات مضادات الأكسدة تساعد على الوقاية من الأمراض، وفق «National Institutes of Health». أثناء ممارسة الرياضة، أو هضم الطعام، أو التدخين، أو التعرّض لأشعة الشمس أو الهواء الملوّث، يشكّل الجسم ما يُعرف بالجذور الحرة التي تستطيع التسبب بالإجهاد التأكسدي، وهي عملية تؤدي إلى تلف الخلايا. ويُعتقد أنّ الإجهاد التأكسدي يؤدي دوراً في أمراض عديدة تشمل السرطان، والسكّري، وأمراض القلب، والألزهايمر، والباركنسون، والضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، وإعتام عدسة العين. وقد أظهرت التجارب المخبرية أنّ مضادات الأكسدة تستطيع التصدّي لهذا الإجهاد التأكسدي.